اتصل بنا
 

رئيس الوزراء الأنسب لهذه المرحلة

نيسان ـ نشر في 2021-03-07 الساعة 10:15

x
نيسان ـ بقلم محمد قبيلات..بداية؛ لا بد مِن أن يكون لدى الرئيس مشروع سياسي واضح المعالم والانحيازات الاجتماعية والسياسية، كأن يكون حزبياً بخبرات وقدرات إدارية مميزة، أو أن يكون صاحب خبرة طويلة متميزة بالنجاح في إدارة إحدى الوزارات، أو أن يكون اندعك في المؤسسات العميقة للدولة، خصوصاً تلك التي تنخرط في إدارة الأعمال التنموية والاقتصادية والإدارية، يمكن كذلك أن يكون ممن أداروا المؤسسات الخدمية والتنموية والاجتماعية مثل المحافظين، رؤساء البلديات، أو من الأعضاء الفاعلين في النقابات والغرف التجارية والاتحادات المهنية والزراعية.
إذ لا يمكن للمسؤولين القادمين من المؤسسات والوزارات التي تضطلع بمهام العلاقات العامة والمراسلات أن يتولوا مهمة إدارة الفريق القيادي في البلاد، الذي من واجباته الرئيسية إدارة عملية التنمية، وضبط المالية العامة للدولة، والإشراف مباشرة على عملية إعادة توزيع الثروة وإدارة الخدمات، وتحصيل الضرائب بالشكل العادل الذي يضمن أن لا تؤثر سلبا في بعض القطاعات الحيوية، أو تفتح الباب لتهرب بعض القطاعات.
كما أن الرئيس المناسب لهذه المرحلة لا يحابي أية جهة كانت، مهما كان ثقلها الاجتماعي والسياسي، ولا يقدم مصالح فئة أو طبقة على حساب المصلحة العامة للدولة وبالتالي الشعب، ويشترط أن تكون لديه القدرة على إنفاذ القوانين، وتحقيق غايات الدستور والمحافظة على القيم العليا للدولة.
وليس من نافلة القول، أن يختار الرئيس وزراءه بعناية ودقة، من دون تأثير أصحاب المصالح الضيقة، أو المتكسبين، فوزير المالية لا يصح أن يكون من الخريجين الشباب، بل يجب أن يكون من الموظفين المعتقين الذين خبروا العمل في المؤسسات الرقابية وذوي الخبرة في إدارة المالية العامة، وضبط عمليات التحصيل والانفاق، وأن يكون من الذين يراعون الآثار الاجتماعية للقرارات التقشفية، ولديه الالتزام الأخلاقي بتعويض الفئات الضعيفة التي ستعاني من جراء تلك القرارات.
كذلك عند اختياره وزير الزراعة؛ يجب أن يختاره من بين المفكرين الزراعيين، أو من خبراء الانتاج والتصنيع الغذائي، بحيث يوائم بين تطوير الزراعة وزيادة الانتاج من جهة، والقدرة عل تصريف هذه المنتجات من جهة أخرى.
ولا بد للرئيس من اختيار أحد أصحاب الخبرة في إدارة وزارة الصناعة والتجارة، بحيث يكون من كادر الوزارة، ممن نجحوا في إدارة الأزمات، أو ممن أداروا الغرف الصناعية والتجارية، وخبروا التعامل مع الأسواق ونجحوا في إيجاد الحلول للمشاكل في هذا القطاع.
إن أول مؤشر على كفاية الرئيس لموقعه، الطريقة التي يختار بها تشكيلة حكومته، فإن اختار أبناء الذوات، أو الأصدقاء والأقارباء، أو المحاسيب أو أصحاب الوساطات من علية القوم من أجل تحسين رواتبهم التقاعدية، أو اذا اعتمد مبدأ التنفيع عموما، فكل تلك مؤشرات على فشل هذا الرئيس وعدم كفايته.
ببساطة بالغة؛ لا نريد وزراء "كيوت"، بل نريدهم على درجة عالية من "الوهارة".
رئيس الوزراء المنشود بالضرورة مؤمن بعدالة المصالح القومية العليا للدولة، ويتمتع بالنزاهة ونظافة اليد، ويتفهم آراء الآخرين من الأطياف التي تختلف معه سياسيا، ويؤمن بتداول المناصب والبرامج، ليتم انتخاب الطرق الأمثل لإدارة الدولة وشؤونها.

نيسان ـ نشر في 2021-03-07 الساعة 10:15

الكلمات الأكثر بحثاً