اتصل بنا
 

غزة تجلس بكامل أُبهتها لتشرب القهوة على عجل كاوتشوك

نيسان ـ نشر في 2018-04-04 الساعة 19:39

x
نيسان ـ

محمد قبيلات....لا يكتفي الغزي بإطلاق الكلمات.. فمن عنده تبدأ صنوف مختلفة من المفاجآت، أفعال تتم على الأرض تترفع عن الأقوال والتبجح، فاليوم يعيد اختراع العجلة أداة للمقاومة.
واليوم يناكف أهل غزة صورتين من الشعر، صورة لنزار قباني وأخرى لمحمود درويش، فها هي غزة تأتي فوق الغيم بالأسود الكثيف المنبعث من إطارات الكاوتشوك، وهي أيضا تجلس بكامل أُبهتها لتشرب القهوة على عجل كاوتشوك؛ في تناص مناكف للـ 'القهوة لا تشرب على عجل'.
هنا لا يحتاج المقاومون لقباب حماية من صواريخ الباتريوت أو س 400، يكفيهم فقط أن صدورهم العارية مكتنزة بالإيمان بالحق، نعم، هذا يكفي ويزيد ليصنع من عجل الكاوتشوك والمرايا أقوى الأسلحة، فها هي تعمي بصر أصحاب البصيرة المنحرفة.
من هنا، ومن خلف حجب صنعتها ألأدخنة المتعالية بتكاسل متعاطف مع فكرة المقاومة، من هنا.. عبر هذا السخام والأكام، ينظر الفتيان الغزيّون إلى البعيد، إلى مستقبل أكثر إشراقا.
إنه، وكما قال درويش، أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة، إنه سلاح غـزة في الدفاع عن بقائها وفي استنزاف العدو.
فقصة غزة مع الخردة والسكراب طويلة، ولم تبدأ فقط اليوم، فقد استطاعت، غير مرة، أن تدورها لتصبح أدوات فعالة للمقاومة، وهذا ليس محصورا على الحديد والكاوتشوك، بل تندرج ضمنه السياسة التالفة التي يمارسها الأشقاء المتعقلون، أولئك الذين يؤمنون بأسلوب التفاوض مع العدو، أو أولئك الذين قبلوا على أنفسهم التبعية للعدو، فها هم الغزيون يمنحونهم الفرصة لينهضوا من جديد وينفضوا عنهم ما اعتراهم من ذلة ومسكنة.
ربما لأن غزة بعيدة عنا أكثر ما يمكن، وقريبة من العدو أكثر ما يمكن، فإنها تمتلك الصورة الأكثر وضوحا، وربما لأنها فقيرة حد الفاقة، لم تثبطها التخمة وثقل الأوزار والأرداف، راحت تتصدى للعدو براشقة ساحر يراقص النار.
من جانب آخر ربما أراد الغزيّون أن يهزأوا بالعدو، فواجهوا غدر القناصة وجبنهم بمرايا تعكس الأشعة لتزيغ أبصارهم.
يا غزة!
خذينا معك في رحلة إلى مروج الكرامة
خذيا بعيدا عن وديان الخنوع التي استوطنتنا
خذينا بعيدا من ضعفنا.
أطلقي تلك الأدخنة الرحيمة صوبنا
علها تزكم عقولنا وأنوفنا فنصحوا من غفلتنا

نيسان ـ نشر في 2018-04-04 الساعة 19:39

الكلمات الأكثر بحثاً