اتصل بنا
 

لولا مشاهدتنا لهم ما صاروا

إعلامي أردني

نيسان ـ نشر في 2015-06-28 الساعة 18:31

نيسان ـ

استغرب انتشار مجموعة برامج إذاعية وتلفزيونية والكترونية بشكل ملحوظ بين الناس، وسبب استغرابي هو سخافة هذه البرامج من حيث الفكرة والمضمون والطرح ..

من ايام لاحظت كثرة التعليقات والأخبار حول احد برامج المقالب .. وتعليق الناس على المبالغ التي تدفع للنجوم مقابل بهدلتهم (عمل المقلب فيهم)، وساءني ازدواجية كثيرا من الناس: انتقادهم لنجمة غربية، وبذات الوقت ينشرون رابط الحلقة لحث اصدقائهم لمتابعة "هالمسخرة". لدرجة ان خبر استضافتها كان الوسم (الهاش تاج) الأكثر تداولا باحد الدول العربية الكبرى لذلك اليوم.

(هيك ما بينفع) اما انت مع البرنامج وبتحبه وبتدعمه وبالتالي تساهم بانتشاره ، وإما انت ضده يعني لا تروج له ولا تنشر روابط حلقاته وتقاطعه .. كيف مع وضد بنفس الوقت: مش زابطه يا جماعة الخير!!

شخصيا لا اتابع هذه البرامج لسببين:-

1. وجود مخالفات شرعية كبيرة بهذه البرامج، للعلم انا مذيع تلفزيوني واذاعي ومنفتح لكل مفيد بالاعلام ولا اقصد بالمفيد البرامج الاسلامية فقط، بل كل مفيد وهادف ومسلِّ - بلا مخالفات - ولا ينس كل من يشاهد - وخصوصا برمضان - هذه البرامج وما فيها من افكار سيئة، وشتائم مؤذية ومشاهد متبرجة قول الله تعالى " قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " وللنساء ايضا، قوله تعالى : "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ...".

وأما عن الشتم والسباب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء".

2. سخافته وضآلة افكاره وقيمه، واعتراضي على مبدأ اضحاك الجمهور مقابل اذى وخوف الاخرين.

قبل اعوام اوقفت هيئة الاذاعة والتلفزيون السعودية برنامج مقالب للاطفال كان يعرض على احد قنواتها لإرعابه الاطفال، وهذا شيء يحترم بشدة. قناة محلية بفلسطين كانت تعرض برنامج مقالب لاشخاص يصعقهم التيار الكهربائي (المقلب) ويرتجون حتى الموت، ولما يحاول المارة بالشارع مساعدتهم يقومون باخافتهم . ما الهدف: الضحك على جراح الاخرين، ام زرع فكرة لا تساعده بلاش تكون كاميرا خفيه ويضحكوا علينا .. أم ماذا؟!

وكثير من البرامج الغربية بالكاميرا الخفية والمقالب تعتمد نفس المدرسة السيئة بالضحك على انسانية الاخرين، او رعب الاخرين والاستهزاء بأحوالهم، احد هذه البرامج ياتي بممثل ويجلسه على كرسي للمقعدين ويجعله يسير نحو الهاوية ويركض الناس لمساعدته، ومن ثم يكتشفون انه مقلب، ماذا لو كنت انا مقعدا على كرسي: هل سأضحك أيضا؟ الا يكفيني نظرة الناس لي وما اتضرعه من تعب؟

لماذا لا نقدم كاميرا خفيه ومقالب بافكار لطيفة مسلية ومضحكة بلا وقاحة وشتم، بلا تبرج وتعري، بلا ضحك على الام وعيوب الاخرين، وبلا قتل لحس الانسانية والمساعدة لديهم.

وبالتأكيد هذا موجود، لكن لماذا لا نشاهده ولا نعرفه بكثرة، الجواب من خلال هذا السؤال وبكل بساطة:

ما المعيار الأول - اعلاميا - للحكم على هذا البرنامج إن كان ناجحا:

الفكرة؟ الضيوف النجوم؟ المبالغ والتكاليف الباهظة؟ أماكن التصوير؟ .. يقينا ليس كل ما سبق بل : نسبة المتابعة

فمشاهدتك له (ولو مع لعنه والاعتراض عليه) تصنعه منه البرنامج الانجح، فشكرا لك لدعمكم ما ترفض وانت لا زلت تعتقد (يعني لو انا ما شفته بدها تنصلح الدنيا؟! آه؟!)

وكمعلومات على الهامش: من خلال رصد سريع لحلقة برنامج المقابلات مع نجمه غربية، كانت ردة فعلها بعد العودة لبلدها التالي - وفق مجلة سيدتي - هل عرفت لماذا يقتل العرب بعضهم؟

يقول الإمام محمد الغزالي: (ليس من الضروري أن تكون عميلًا لتخدم عدوك، يكفيك أن تكون غبيًا) حاشاكم جميعا

رمضان كريم

نيسان ـ نشر في 2015-06-28 الساعة 18:31

الكلمات الأكثر بحثاً