اتصل بنا
 

مشمشية الرابع والأحلام المؤجلة

نيسان ـ نشر في 2018-06-07 الساعة 16:35

x
نيسان ـ

محمد قبيلات...هل الوقفات الليلية على الدوار الرابع مجرد مشمشية أم أنها مقدمة تأسيسية لمرحلة جديدة من شكل العمل السياسي؟ هذا سؤال ضمن مجموعة كبيرة من الأسئلة التي لا بد أن تتحرش بتفكير كل من يذهب ليتجوّل بين المرابطين في الساحات قبالة مستشفى الأردن، بالقرب من الدوار الرابع.

تبدو الأجواء رومانسية تمامًا، فالشباب العمّانيون يجيئون كل ليلة بعد الفطور للميدان مستحضرين الأجواء في ميدان التحرير بالقاهرة، فهم يؤمّون الاعتصام الليلي ومع بعضهم أدوات موسيقية، يغنون ويهتفون، ولعل من ضمنهم أجيال لم يشاركوا أو يروا مثل هذه الحالة النضالية.
حتى النشطاء القدماء، من الحراكيين، أو ممن سبقوهم من الجيل المخضرم، الذي جرّب حقبة الأحكام العرفية، يأتون إلى هذه الاعتصامات، يراقبون ورُبَما يتحسّرون، الحسرة قد يكون تقدم العمر مصدرها الأول، وما يترتب عليه من الشعور بالتقاعد، ولقد أسرَّ لي صديق، من ذلك الجيل، أن أكثر ما يزعجه في هذه الأثناء و يسيطر عليه هو كيفية الحصول على أدوية ضغط الدم فيما لو تم اعتقالنا.
ليلة الأمس كانت الأجواء مشوبة بالتوتر والحذر، سواء من المعتصمين أو من رجال الدرك، فقد كان التوتر باديًا على الوجوه، والسبب هو مشاركة حراكات المحافظات، وقد تغيّر كل شيء بمجرد وصول هؤلاء الحراكيين القادمين من القرى والأرياف، وأول ما ظهر من تغيّر الحدة في الشعارات والهتافات، فقد خرقوا السقوف المعتادة، ورفعوا مستويات المطالب.
هذا ما دعا بعض المحللين من تحليل المشهد بأن من كانوا على الدوار قبل هذا اليوم هم البرتقاليون المعروفة سقوف مطالبهم، حيث تندرج ضمن المطالبة بالدولة المدنية، بينما الحراكيون القادمون من مناطق الفقر، التي لم تحصل على حصتها من التنمية والرعاية والتأهيل، وقد سمّاهم بعض المحللين بالـ' وطنيين' فمطالبهم مختلفة تمامًا، وهذا أمر طبيعي.
من جانب آخر، سرى التوتر بين صفوف المتظاهرين والدركيين؛ جراء الترويج لإشاعة طعن دركي بأداة حادة من قبل أحد المحتجين، وهو ما توضح لاحقًا، بأن هذا المحتج القادم من إحدى محافظات الجنوب، كان يلبس الزي الشعبي المزنر بـ ' الشبرية' وعند محاولة رجل الأمن أخذ هذا الخنجر منه بالقوة جُرحت يده، ما ينفي حادثة الطعن على الرابع.
الإضافة الجديدة خلال اليومين الماضيين كانت بالتحاق الأحزاب لهذه الفعّالية الوطنية الكبرى، ومن ضمنها حزب جبهة العمل الإسلامي، الذي سبّب ظهور بعض كوادره في الساحات توترًا في الأوساط الحراكية الليبرالية واليسارية، خوفًا من اختطاف الحراك واستثماره، لكن قيادات الأحزاب انسحبت فور سماعهم خبر طعن الدركي، ما فسّره بعض المواظبين على الحضور بأنه الخوفً من مسؤولية الحادثة.
اسم الرئيس المُكلّف د. عمر الرزاز متداول بقوة في النقاشات بين الحضور، وهناك قدر كبير من التشكك بقدرته على تحقيق آمال المتعاطفين أو المؤيدين لتكليفه، خصوصًا مع التسريبات عن تشكيلة حكومته، التي تتضمن بعض الأسماء التي تُظهر عدم النية بتغيير النهج.
قال بعض المعارضين لتكليف الرزاز أنهم سمعوا أن مروان المعشر سيكون نائبا للرئيس. فعقّبوا على ذلك بأن الصورة تكون اكتملت بالتعاون بين صندوق النقد الدُّولي ومعهد كارينجي قاصدين الغمز من قناة كل من الرزاز والمعشر.
الأعداد كانت كبيرة ليلة الأمس، ولا أحد يعلم إلى أين تسير الأمور، فليس من جهة تقود أو تخطط، والجهات الرسمية تمارس ضبط النفس، حتى هذه اللحظة، عسى أن ينتهي الحراك من تلقاء نفسه، ومن دون أن تكون مضطرة لاستخدام القوة لإنهائه.

نيسان ـ نشر في 2018-06-07 الساعة 16:35

الكلمات الأكثر بحثاً