اتصل بنا
 

مبسم هيا / الشاعر محسن الهزاني / (١١٣٠ - ١٢١٠هـ )

نيسان ـ بواسطة / بلال السمارات ـ نشر في 2015-04-11

x
نيسان ـ

اشتتهرت هذه القصيدة بعدما غنّاها راشد الماجد وهي قديمة تعود لـ 200 سنة تقريبا ومشهورة عند الشّعراء وإليكم نبذة عنها ...

قصة مثيرة تتحول إلى قصيدة غزلية شهيرة تصبح من أفضل القصص والقصائد بعد قرنين من الزمان !!

دعونا نعرف القصة

أمير شاعر ... مولع بفتاه اسمها ( هيا ) قبل 200 سنة تقريبا

محسن الهزاني

(١١٣٠ - ١٢١٠هـ )

عُرفت هيا بالجمال الطاغي والحضور القوي، ولحرص والدها عليها أسكنها في (روشن) والروشن : غرفة تكون في أعلى البيت -- خوفا عليها من أن ترى الأمير أو يراها فيقعا في الغرام حيث اشتُهر هو أيضا بوسامة وشجاعة نادرتين وشهرة واسعة بين النساء. وعيّن لـ (هيا ) خادمة وماشطة تزورها على فترات للعناية بها وتمشيط شعرها.

لكن الأمير الشاعر علم بـ ( هيا) وسمع عن جمالها وقوة شخصيتها . وبحث حتى عرف مكانها فقرر أن يصعد إليها في " روشنها " العالي الذي يصعب الوصول إليه وأخذ يراقب البيت لكي يجد له مصعدا، لروشنها المعتق بالدلال فوجد الأمير أن الروشن له منفذ صغير يدخل منه الماء عن طريق ساقية القصر من بئر قريبة فلم يجد طريقة غير النزول إلى البئر وأخذ يتعلق بحبال الغروب التي تسحبها السواني حتى دخل إلى القصر وكان له ما أراد، وجلس هـناك ثلاثة أيام ولم يعلم أحد بوجوده. وفي رابع يوم سمع صوت أقدام الماشطة قادمة لكي تمشط شعر هيا وأثناء تمشيطها قامت تغني وتردد البيتين :

أصفر على اصفر ليت محسن يشوفه

توّه على حد الغرض ما بعد لمس

وعند سماع محسن لبيت الماشطة قفز من مكانه وقال

أربع ليالي مرقدي وسط جوفه

البارحة واليوم وأمس وقبل أمس

ثم هرب عندما أحسّ به الحرّاس

إلا أن رفاقه قد افتقدوه ، ولما أتاهم حاولوا معرفه سبب غيابه لكنه لم يجبهم وكان احدهم ذكيا .. وعندما لمح البرق قال : هـ البرق ما يشبه مبسم هيا ؟؟

فانشد محسن قائلا القصيدة

قالوا كذا مبسم هيا .. قلت لا لا

بين البروق وبين مبسم هيا .. فرق

جريت أنا صوت الهوى .. باحتمالا

في وسط بستانٍ .. سقاه أربع فرق

طبّيت مع فرعٍ .. جديد الحبالا

وظهرت مع فرعٍ .. تناوح به الورق

روشن هيا .. له فرجتينٍ شمالا

وبابٍ على القبله .. وبابٍ على الشرق

مبسم هيا .. له بالظلام اشتعالا

بين البروق .. وبين مبسم هيا فرق

برقٍ تلالا .. بأمر عز الجلالا

وأثره جبين صويحبي .. واحسبه برق

يا شبه صفرا .. طار عنها الجلالا

طويلة السمحوق .. تنزح عن الدرق

له ريق .. أحلى من حليب الجزالا

وأحلى من السكر .. إلى جاء من الشرق

حنيت إنا .. حنة هزيل الجمالا

ينقض ردي الخيل .. قد حسه الفرق

ويا قلته .. في عاليات الجبالا

ماها قراحٍ .. مير من دونها غرق

ماعاد للصبيان .. فيها احتمالا

من كود مرقاها يديهم .. غدن طرق

قالوا تتوب من الهوى .. قلت لا لا

إلا إن تتوب .. ارماح علوى عن الزرق

قالوا تتوب من الهوى .. قلت لا لا

إلا إن يتوبون .. الحناشل عن السرق

قالوا تتوب من الهوى .. قلت لا لا

إلا إن تتوب الشمس .. عن مطلع الشرق

نبذه عن الشاعر الأمير

(هو محسن بن عثمان الهزاني شاعر من الهزازنه أمراء الحريق - والحريق قرية من قرى نجد -ولد في النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري تولى إمارة ((الحريق)) فترة ثم اعتزل مفضلاً التفرغ لأمور الشعر والأدب

كان محسن الهزاني شاعراً أديباً باحثاً مطلعاً، أما عن شاعريته : فهو شاعر الغزل الكبير الذي اشتهر شعره بين الناس وأصبح شعره مضرباً للمثل في كل زمان ومكان امتاز الهزاني عن غيره من شعراء النبط بالتصريح بغزلياته وعذوبتها ولم يكن هذا اللون معروفاً قبلة فصبغ العصر بصبغته فسمي بعصر الهزاني لأن تأثيره كان قوياً على شعراء وقته ويرجع الفضل للهزاني بإدخال الغزل كغرض أساسي للشعر النبطي بعد أن كان غرضاً ثانوياً يحاول أكثر الشعراء الابتعاد عنه، وللهزاني أيضاً فضل على الشعر النبطي فقد أدخل الأوزان السامرية كما أنه أول من أدخل نظام القافيتين على الشعر النبطي خارجاً بذلك عن القاعدة الهلالية بالنظم حيث كان الشعراء قبلة يعتمدون طريقة بني هلال بالنظم على قافية واحدة فأدخل الهزاني بحر

المسحوب ذا القافيتين الملزمتين وأصبح الشكل معتمداً بعده وأدخل الهزاني على الشعر النبطي النظم (( المروبع )) لكل بيت أربع أشطر مستخدماً فيه الجناس اللفظي تلويناً للشعر النبطي وزخرفةً له رغم أن بعض النقاد عابوا عليه ذلك على أساس أنه أفسد بساطة هذا الأدب إلاَّ أن الهزاني نجح نجاحاً كبيراً وعظيماً بهذا التلوين وسار على نهجه الكثيرون من شعراء عصره وكل من جاء بعدهم)

نيسان ـ بواسطة / بلال السمارات ـ نشر في 2015-04-11

الكلمات الأكثر بحثاً