اتصل بنا
 

دهاة الفريق الاقتصادي يضربون 'المتعاصفين' في مقتل

نيسان ـ نشر في 2020-05-03 الساعة 23:26

x
نيسان ـ نيسان- خاص.. بعد أسبوع حافل بكولسات الطبقة السياسية، وبعد ارسالها العديد من الاشارات والمقالات التي انصبت جميعها في نقد حكومة الدكتور عمر الرزاز، والتشكيك بقدراتها على تجاوز أزمة كورونا وارتداداتها، جاء المؤتمر الصحافي أمس لتقذف الحكومة بالكتلة الملتهبة إلى حضن تلك المراكز الُمشككة بأداء فريق الرزاز.
لم يقف الدكتور محمد العسعس عند هذا الحد، بل إن الوزير القوي في حكومة الرزاز، ورئيس فريقها الاقتصادي، تعمّد أن يشرح لأولئك المتشدقين من الساسة المتقاعدين عمق الأزمة، وأكثر من ذلك (بشّرهم ) الرجل بأنه لم يعد من السهل الاقتراض لسد العجز وسد الاقساط المستحقة للجهات الدائنة، حيث أن أسواق التمويل العالمية جفّت، حسب ما ذكر حرفيا، وهو ما أدى إلى عدم توفر السيولة، وقال لهم ولغيرهم، بالفم الملآن، أن الأصعب على صعيد القرارات قادم، وأن النمو سيكون بحدود سالب 3.5% بعد أن كان موجبا حسب التوقعات بأزيد من 2%.
هذه الشفافية التي هبطت على الحكومة على حين غرة، لم تفاجئ العارفين بدهاليز النخب ومراكز القوى ودوواين المستوزرين، فهم يفهمون لغة بعضهم البعض، ويعرفون أن رؤساء الوزراء السابقين الذين اجتمعوا وتناقشوا وتعاصفوا ليس في جعبتهم شيء، وإن كل ما تطمح إليه برامجهم هو الحصول على قروض ومعونات لتسليك الأمور، ظانين أن الأمور بالسهولة نفسها أيام شكلوا الحكومات وأغرقوا البلاد بمديونية لا أمل بالفكاك منها، فكانت هذه البشارة الموجعة لهم.
والحقيقة المرة الأولى التي يجب علينا أن نتجرعها، هي أنه لا حلول متاحة أمام الحكومة وأية حكومة غيرها إلّا الاقتراض، فنحن اليوم في منتصف السنة المالية، والايرادات انخفضت حتى نهاية الشهر الرابع بأكثر من 600 مليون دينار، وهذا المبلغ سيضاف إلى العجز الأصلي في موازنة 2020، أما الحقيقة المرّة الثانية، والتي كنا تجرعناها أو جرعتنا إياها الحكومات المتتالية، هي أن كل ما فعلته حكومات تسيير الأعمال، في العشرين سنة الماضية، هي أنها راكمت هذه المديونية حتى أوصلت البلاد إلى عدم القدرة على الاستدانة في مثل هكذا ظروف قاهرة.
دهاة الفريق الاقتصادي التقطوا هذه الفكرة، وضربوا المتعاصفين بمقتل، وكأنهم أرادوا أن يقولوا لهم: " الطاحونة مسكرة وفيها ميه معكرة".

نيسان ـ نشر في 2020-05-03 الساعة 23:26

الكلمات الأكثر بحثاً