اتصل بنا
 

أجّلوها..لا تحفروا بصناديق اقتراعكم مقابر جماعية لنا

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-10-05 الساعة 13:27

أجلوها.. لا تحفروا بصناديق اقتراعكم مقابر
نيسان ـ إبراهيم قبيلات... أجّلوا الانتخابات، فهذا أسلم، أجلوها حتى تنقشع هذه الغمة، أجلوها فنحن على أعتاب تشكيل حكومة جديدة، وسيكون آخر ما تريده أزمة ضخمة من انتشار الفايروس في المجتمع، وما يعنيه ذلك من معركة طاحنة سيكون لها تداعيات مخيفة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.
لا نريد البقاء في دائرة الوهم والشك، نريد أن نلتفت لما هو أهم، نريد أن نتجاوز ترديد السؤال التالي: هل سيؤجلون الانتخابات البرلمانية؟.
الشعور العام أن هناك هجوماً رسمياً على إجراء الانتخابات مهما كلّف الأمر، برغم كل ما نسمعه من المسؤولين، وما يخفونه من قلق إذا ما أجريت الانتخابات في موعدها، فالتسخين لمعركة الجائحة انتقل من مستوى عشرات الوفيات إلى مستوى حفر المقابر الجماعية في محافظاتنا.
كل ذلك ألا يستدعي من صانع القرار أن يعيد النظر في توقيت إجراء الانتخابات؟ أم أنها "عنزة ولو طارت"؟.
ربما من المرات القليلة التي سمعنا فيها حديثاً رسمياً عن إمكانية التأجيل جاءت على لسان رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، د. خالد الكلالدة امس الأحد، عندما قال إن الهيئة ستعيد النظر بموعد الانتخابات النيابية اذا كان هناك انتشار واسع وبشكل كبير لفيروس كورونا، المستجد قد يؤذي صحة المواطنين.
لا تكاد تسأل مترشحاً جاداً وليس حشوة إلا ويقول لك إنه بحاجة الى التأجيل، فمعطيات الجائحة وما فرضته على إيقاع المجتمع لا تتيح استخدام الأدوات الانتخابية براحة وفعالية، وهو ما يؤثر على مجمل سير العملية الانتخابية ونتائجها.
الحق ان لتأجيل الانتخابات أسباباً وجيهة؛ على رأسها تجارب الدول الاخرى، ومنها الهند التي كان اجراء الانتخابات فيها سبباً مباشراً لانفجار موجة جديدة ومخيفة من انتشار الفايروس.
لكن ليس هذا السبب الوحيد، فالانتخابات وما تفرضه من إيقاعات ومناخات تطلب كثيراً من التهيئة الاجتماعية والدعاية الانتخابية لتوسيع دائرة المشاركة من جهة، ولفتح المجال أمام المرشحين للتعبير عن آرائهم في الكثير من الملفات العالقة من جهة أخرى، لكن فايروس كورونا حشر المرشحين في الزاوية الأضعف، وصاروا أمام خيارات صعبة، أقلها عدم تنفيذ زيارات للهيئات الناخبة، وإشراكهم في طرح قضاياهم وكيفية معالجتها.
على أننا بحاجة أولاً لاجراءات صحية سليمة، وثانياً الى إجراءات سليمة انتخابياً تضمن للمترشح -"حشوة كان أم رأساً"- حقه في الوصول إلى الناس، وللناخب فرصته في تمييز الغث من السمين بعيداً عن المعايير الضيقة والعصبيات القبلية والجهوية التي أفرزت نواب حارات لا نواب وطن.
لا مبر أمام الإصرار الرسمي على إجراء الانتخابات الشهر القادم إلا إذا كان الهدف تسريع عملية مناعة القطيع، حينها ستكون الانتخابات خير أداة لفعل ذلك، لكن ذلك يتطلب من الرسمي وقد افتتح مقابر جماعية خاصة بفايروس كورونا أن يتجهز بتوابيت أكثر لضحايا الفايروس، ويتطلب توفير أجهزة تنفس أكثر للمصابين، ويتطلب منا تجهيز أنفسنا لحزن أكثر على الضحايا.

نيسان ـ نشر في 2020-10-05 الساعة 13:27


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً