اتصل بنا
 

دبر حالك ..

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-10-27 الساعة 17:55

دبر حالك ..
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...علينا أولا التحقق من المعلومات التي أدلى بها مدير مستشفيات البشير الدكتور محمود زريقات، الذي نقل على لسان وزير الصحة السابق سعد جابر قوله له: دبر حالك"
التصريحات التي أدلى بها الرجل تحتاج الى التدقيق من الجهة الأخرى. والجهة الأخرى في الغالب لن يردّ. أليست البينة على من أدعى؟
عموما سيكون من دواعي الأردنيين ان يرد المسؤولان على بعضهما، هذا سيطرب الرأي العام اكثر وسيحول المادة الى "كرة" سيتلقفها الشارع بهوس.
كان على د. زريقات ان يدرك ان الأردنيين لن يستقبلوا تحميل مسؤولية الاكتظاظ في مستشفيات البشير لوزير الصحة السابق، سعد جابر بعد أن ترك كرسي المسؤولية لغيره.
وكان عليه ان يعرف مسبقا ان حديثه عن التوسعة لن يلتفت لها الرأي العام أيضاً.
مفاجأة زريقات التي فجّرها في حضن الأردنيين وقال فيها خلال استضافته في برنامج صوت المملكة مساء الإثنين إنه فوجئ من وزير الصحة باتخاذه قرار تخصيص المبنى الجديد لمرضى فيروس كورونا فقط، لن تشفع له. الأردنيون لا يحبون المسؤول. ولا يصدقون ما يقوله لهم، ولا يحبون أيضاً مبدأ "العلّاقة" في الخدمة العامة.
أخطأ زريقات وهو يحاول وضع كرة المسؤولية بحضن وزير سابق، فلو فعلها في حينه والرجل وزيره لقلنا إنه إداري ناجح، ولصفقنا له ولرجولته. لكنه اليوم يتذكر جابر بعد كل هذا الدمار.
نعم الوزير مسؤول عن كل سرير في مستشفيات المملكة كلها وليس البشير وحده، أما مدير مستشفيات البشير فهو مسؤول مسؤولية مباشرة عن كل بلاطة في مستشفى البشير وحده دون غيره، وزريقات يدرك ذلك. لذا؛ فإن إبقاء مرضى في البشير في حالة انتظار لعدة أيام؛ بسبب عدم توفر سرير في مستشفيات أخرى، امر لن يشفع لزريقات أن يقول ما قاله.
تعودنا أن نلقي بالمسؤولية عن الأخطاءعلى الادارات والحكومات السابقة، وهذا لن ينفع اليوم، خصوصا مع اتساع دائرة العدوى والتفشي الخطير للفايروس.
اليوم، حصيلة الوفيات والإصابات مرعبة وتتطلب حالة استنفار شامل لأجهزة الدولة، وعدم محاباة القطاع الخاص، أو أية قطاعات أخرى، فمع هذا التطور الخطير لا بد أن تترجم الحكومة مقولاتها عن أولوية صحة المواطن إلى فعل على أرض الواقع، أي تجهيز مستشفيات ميدانية واسعة، حتى لو تطلب ذلك إيقاف تمويل كافة برامج الحكومة.
لقد أشبعتنا الحكومات تصريحات ومؤتمرات صحافية، منذ بداية العام، وحتى يومنا هذا، ولم نرَ مبادرات فعلية لمواجهة الوباء، بل ان كل ما قمنا كان على نحو من الارتجال وردة الفعل والارتباك، واذا ما استمر هذا الحال فإن انهيار منظومتنا الصحية بات وشيكا.

نيسان ـ نشر في 2020-10-27 الساعة 17:55


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً