اتصل بنا
 

البلد نحو المجهول..الباص مهوّر والسائق مشغول بلم الأجرة

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-11-01 الساعة 12:19

البلد نحو المجهول.. الباص مهور والسائق
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..بريطانيا العظمى تقرر الإغلاق الشامل لمدة شهر..وزير الصحة نذير عبيدات يؤكد أننا نسير إلى المجهول..لجنة الأوبئة تنظّم سوق بيع التصريحات في مول الصحة والناطق الرسمي مغيّب..وراقصة الانتخابات تهز وسطها على أنغام ديمقراطية بايدن..
أن يصرّح وزير الصحة اليوم بأننا نسير نحو المجهول في وقت تعلن فيه دول عظمى مثل؛ فرنسا والمانيا وبريطانيا الإغلاق الشامل؛ فهذا يعني أن البلد فعلاً تسير نحول المجهول، ولا سبيل لوقف هرولتها ونزيفها الإداري إلا بقرارات صائبة، تبدأ بتأجيل الانتخابات وتصل حد الإغلاق الشامل.
إذا كان الوزير وهو ربّان السفينة الصحية وحامل رايتها يقول إننا نسير للمجهول، فكيف لركاب السفينة أن يستدلوا على بوصلة النجاة؟.
لجنة الأوبئة هي الأخرى لا تكف عن مفاجآتنا بتصريحات فردية واستفزازية، الانقسام سيد المشهد.. أنت أمام تصريحات متضاربة ومتسارعة، وكل هذا يأتي من دون اتخاذ إجراءات على أرض الواقع، رغم وجود قرارات سابقة من حكومة بشر الخصاونة تحصر التصريحات الإعلامية بالناطق الرسمي لا غيره.
تعالوا نتخيل المشهد التالي يوم الانتخاب في المحافظات والقرى والبوادي والمخيمات وحتى في العاصمة عمان..ساحات المدارس تغص بالمؤيدين والخصوم، ومندوبو المرشحين مشغولون بتقديم كمامات تحمل صور مرشحيهم للناخبين، وباصات مترعة بالمواطنين، وناخبون يرصون صفوفهم بانتظار النتائج..هذا يعني أننا بانتظار قنبلة موقوتة ستنفجر يوم الاقتراع.
الفيديوهات القادمة من البادية الشمالية ومن الرمثا والكرك تؤكد تماما ما قاله استشاري الطب الوقائي الدكتور منير أبو هلالة من أن المنحنى الوبائي سيتصاعد كثيراً عقب الانتخابات البرلمانية.
الفلسفة التي تقوم بها سياستنا في التعامل مع جائحة كورونا والانتخابات البرلمانية، تشبه الى حد بعيد منطق سيارة الإسعاف، نحن ننتظر- على الطريق الصحراوي الانتخابي- وقوع الحادث، وقد جهزنا شيء وفاتنا أشياء: المؤتمرات الصحافية مجهزة بكامل التقنيات فيما المستشفيات تئن، الاطباء أيضاً، حصننا الاول في دفاعاتنا بدأوا يتساقطون من أجلنا، فماذا ننتظر؟.
في العالم هناك موجة ثانية للكورونا، فهل سنطلق نحن على موجتنا موجة جائحة الانتخابات البرلمانية؟.
من الواضح أنه وبغض النظر عن اي شيء وكل شيء، فإن القرار باجراء الانتخابات النيابية لن يتوقف، والمسألة باتت بانتظار إعلان النتائج.
كأنهم يقولون للناس: ليقع الحادث اولاً، ونحن على أتم الاستعداد لنقل المصابين الى المستشفيات والجثث إلى المقابر، وهذا كل ما سنفعله.
خلال أيام بدأت موجة وفيات بين جيشنا الأبيض، ومن دفاعاتنا الطبية، هذا له معان ضخمة، وعلينا أن نعيد ترتيب أولوياتنا وفق مصالحنا الوطنية، لا حسب ما تمليه مصالح الليبراليين وقناعاتهم الأمريكية.
اليوم، البلد على حافة الخطر، ولا بد من إجراءات حاسمة توقف حالة التدهور الحاصلة بعد أن نشبت أظفار كورونا بالجسم الطبي، وأخذت من أطبائنا نحو العشرة، فضلا عن إصابة المئات من الممرضين والممرضات.
وزير الصحة السابق، سعد جابر غرق حتى أخمص قدميه بشكليات المؤتمرات الصحفية، وبابتسامته العريضة، غافلاً عن إنجاز الضروريات مثل؛ تجهيز المستشفيات الميدانية، ورفدها بكوادر طبية، وأجهزة التنفس، إلى جانب العمل على تأمين اللقاحات والعلاجات للمصابين، ووزير صحتنا الحالي، نذير عبيدات يقول اليوم إننا نسير إلى المجهول.
لا خيارات أمامنا، ولا نملك ترف الوقت فنضيّغه بينما تزداد حالات الوفاة والإصابة يوميا.
نعم كبيرة للإغلاق الشامل.. ونعم كبيرة لتأجيل الانتخابات..في الإغلاق الشامل وتأجيل الانتخابات نجاتنا، وهي لا شك مصلحة وطنية عليا.
لا تنفعلوا كثيراً للفكرة؛ فما يحدث في المستشفيات من وفيات وإصابات يتطلب اتخاذ خطوات جراحية عاجلة قبل أن نصل لمستوى خطير يصعب السيطرة عليه، فنخسر معه اقتصادنا وأرواحنا.
عوّدتنا الحكومات السابقة من ذات التوجه الليبرالي على محاباة مصالح القطاع الخاص على حساب المصالح الوطنية العليا، لكن ليس من المهم أن تجلس الناس على شرفات المقاهي وتداعب "برابيش" النارجيلة في وقت تعلن به دول عظمى مثل؛ فرنسا البرتغال المانيا بريطانيا الإغلاق الشامل..المهم أن لا نرى آلاف الجثث من حولنا عما قريب.
المهم أيضاً أن نبقي سلاسل التوريد والمنظومة الصحية وخدمات الكهرباء والماء، وهي قطاعات بالغة الأهمية لإدامة الحياة، على أن يكون تشغيلها بأضيق نطاق، إلى جانب تأمين مبالغ كبيرة لتجهيز القطاع الصحي.
لا تنتظروا نتائج الانتخابات الامريكية، فإذا فاز بايدن سنتحسس نجاحه على وجوهنا، وإذا واصل ترامب اعتلاءه الكرسي فالنتيجة غدت معروفة سلفاً للجميع.. السياسة الأمريكية تسييرها مراكز لا أشخاص.

نيسان ـ نشر في 2020-11-01 الساعة 12:19


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً