اتصل بنا
 

من قال إن قواعد اللعبة ستبقى على حالها بعد أن أصبحنا شراباً دهاقاً لكؤوسهم؟

نيسان ـ نشر في 2020-11-22 الساعة 08:44

نيسان ـ عندما تكبر المسافة بين البشر وبين صناع قرارهم، ومن يدير شؤون حياتهم؛ فاعلم أن الفعل انتقل من دائرة المحاكاة الخجولة، والصرخة المكتومة إلى مرحلة الفعل.
مرحلة نتجاوز فيها "تجميل" النقد، ونرسم عبرها غداً أفضل، يكون الناس هم صناعه، وحملة مشعله بعيداً عن سطوة الدوائر والمثلثات والمربعات التي لا جامع لها إلا عقلية عرفية دفعت الناس إلى حالة من التمرد المنضبط، بعد أن غادروا صفوف المصفقين .
من الصعب، ونحن نحث الخطى إلى مئوية صنعها رجالات أوفوا عهودهم أن يواصل التساذج الوقح من قبل الأدمغة الخلاقة تبويبنا على جدول عقولهم رعايا لا مواطنين.
إن منطق القوة وأبجديات الكنف الآمن تعني للعوام الخروج من خندق التبريرات، واملاءات الصناديق العربية والدولية بمعالجات عملية لا "دنكوشوتية " لما تعيشه البلاد من منعطفات أنهكت بنيته المجتمعية، وهزت شباكه الأمني، كما أعجزت اقتصاده، ودهورت منظومته الصحية، وأنتجت ديموقراطيةعرجاء على مقاسهم ؛ فأصابت داخلنا في مقتل.
ولا يبدو في الأفق خطط مدروسة، وهذا كله نتاج فوضى خلاقة لها عربانها وطالت كل مفاصل الدولة.
لماذا ينتظرون عند كل منعطف أن يخرج اليهم من يؤشر إلى مواقع تقصيرهم؟ ولماذا يسقطون نداءات شعب فقير أنهكته الديون، وقتله الفساد، فغدا مقهوراً زاده وماؤه القهر، والفقر.
هل يسعون بسياساتهم وسقطاتهم اللاَّمتناهية إلى زيادة جهلنا وعوزنا فنسلم حينها كل مفاتيح المستقبل بقلوب راضية مرضية؟.
كان صوتنا الأعلى والأغلى لأننا أردنيون، واليوم إياك أن ترفع صوتك؛ فاليقين البالغ أن شهيتهم تعاظمت فالبسوا الدمامة ثوب الجمال، وأخرجوا الينا بلا خجل يد (العشرين ) -وبما حملته من وضاعة علامة فارقة في هوية الدولة الأردنية - بيضاء لا سوء فيها تسر الناظرين، وتحظى بحمد الفاسدين.
لا عليكم، سيمضون في لحظة سكون عابرة في تزوير كل شيء واجترار الوقائع ، بالرغم من أعوام الصمت والقهر التي نربض خلفها، وسنجلس نحن نمجد "زمن الراحة المباحة للاشقياء" ونصوغ لمن تكسرت أوجاع سنينهم على حواف الوطن حكايات مغموسة بالدم والغربة والحسرة .
من قال أن قواعد اللعبة ستبقى على حالها بعد أن سففنا التراب، وأصبحنا شرابا دهاقا لكؤوسهم، ولحما حيا لموائدهم؟.
عليهم أن يعيدوا فحص عناصر حضورهم من جديد، وجينات أمهاتهم ؛ فلا امتنان بعد اليوم إلا لإله الكون بعد أن بات الظلم هو الواقع الأكثر استحضارا للتعايش مع تعاليمه.
وقبل البدء، لا نريد لانتكاستنا أن تكبر حتى لا تُصنع تحت الأرض ثورة هادئة؛ فالأدمغة الحرة تعيد انتاج خلاياها عندما تتراقص أقواس قزح كطيور جارحة أمام موت الرأي في صحائف الكلمة، ونصبح جوعى إلى الحرية والكرامة، ويتجرأ علينا الصديق قبل العدو ...
حينها ما علينا سوى القفز عن الجسر المهدوم ، فالتاريخ لا يدون اللحظات العابرة ؛ لأن احداثاً لا كرامة فيها تولد منسية أو تموت في الظلام .

نيسان ـ نشر في 2020-11-22 الساعة 08:44


رأي: فلحة بريزات كاتبة

الكلمات الأكثر بحثاً