اتصل بنا
 

تعلمت من العراقيين شهوة اللغة

نيسان ـ نشر في 2020-11-26 الساعة 21:50

نيسان ـ تعلمت من العراقيين شهوة اللغة واستخدامها، وإذا كنتُ كاتبًا فعلًا وأستحق لقب "متمرن"، فهذا كله من خير الثقافة العراقية. كتبت كثيرًا عن هذا، وأكون فخورًا حين يعرف عني الأصدقاء العراقيون "علي عبيدات من البصرة". بل إني أعيش الحالة حقًا وأتخيل نفسي من التنومة حيث ولد رياض أحمد أو أبي الخصيب حيث بويب نهر السين السيابي.
من البصرة يعني أني خرجت مع الأحرار الشعبانيين ضد الطاغية، يعني أني أفهم سر النخيل وأكثر من 600 نوع من التمور، يعني أني وِلِد قبيلة تهلهل له العُرْبيّة فيشق ثوبه.. احووو.
من البصرة يعني من المكان الذي "تشد عين الزلم نخوة عراقيات"، يعني أني رددت أغنيات الأرض مع أبناء جيلي عند شط العرب، كنا نقول:" آنا امك قالتلي الگاع وانته اوليدي/ عريس وربعه يزفونه وعِرسك عيدي". ثم أغني منفردًا لتسمع البصرة:" يما بعرسي يغني المدفع طول الليل/ يما الباروود من اشتمه ريحة هيل".
العراق يعني المكان الذي ينام فيه المرتضى الكرار ويبوق الأشرار من قُبته ليرة، يعني زيارة الشباچ، يعني أن تربط قلبك" بجرف دجلة الخير وي سباح الشواطي شربكت بتّة". يعني حيث "تروح وتيجي الأيام والوليلك بالرازقي الميت على شبابيچ امس". يعني جلسة ثلاثة رجال كبار في السن في سوق الشيوخ، على اليمين حضيري ابو عزيز، وعلى اليسار داخل حسن، بينهما ناصر حكيم.
يعني منبرية ياس خضر، ليونة سعدون جابر، وعورة سعد الحلي، مآساوية سعد البياتي، زهو حسين نعمة، نجابة فاضل عواد، محمداوية رياض أحمد، صاروخية قحطان العطار، أخلاق حميد منصور، وشياكة مائدة وأمل وأمهن سليمة باشا. يعني كل أصوات طالب ونامق والخفاف وكوكب والبشيرين.
يعني أبوذيات وبستات وأطوار، والصور الشعرية في ضمير مظفر وگاطع والسماوي والدجيلي وچيچان وزامل وجدهم زاير وعم أبيهم الكرخي وامتدادهم الخياط. جيش من الأسماء والأهوار.. من زاخو حتى أم قصر. جيش من الأسماء التشرينية التي تتكرر كثيرًا وعلينا أن ننتبه للعراق الذي لا ينتهي. حين زار نحات فرنسي كبير بغداد ورأى نصب الحرية سأل المسؤولين:" أين العبقري الذي صمم هذا الصرح؟" قالوا له:" إنه جواد سليم.. لقد مات" فرد عليهم بغضب:" كيف سمحتم له أن يموت!!!".
وعاش العراق دائما

نيسان ـ نشر في 2020-11-26 الساعة 21:50


رأي: علي عبيدات كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً