اتصل بنا
 

سيدتي..ِ الحُرِّيّةُ هيَ أنْ تُصَلّي خَمسَ رَكْعاتٍ للهِ وعَشّْراً بِاسْمِ الأميرْ

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-11-30 الساعة 18:50

نيسان ـ فِي قَلبي يأتي المَطَرُ حزيناً
فَتغرَقُ الذكرياتُ التي تمتطي قطارَ المجهول
فَيبقى الرصيفُ المُقابِل
ويبقى قلبي وما بِهِ عارياً!...
أتعلمين؟! الليلُ الآن أطول بكثير
لا قَمَر هنا
ولا رومانسية هنا، وي كأنني أسير!
والكونُ كله زنزانة...
حسناً، سأقول قبل أن أبدأ : في منتصفِ كُلِ ليلةْ
إنّي أرى في وجهكِ قبيلةً منْ ملائكة، انا الهُلامِي في جسدي النحيل...
وَجنونيَ ليسَ مؤقّتا سيّدتي
فَجنونيَ وطنْ
وجنونيَ حُلمْ
وجنوني أنْ نقتسمَ الرغيفْ
وجنونيَ أنْ أقطفَ لكِ وردةً مِنْ على خوذةِ جنديٍّ في الجبهةِ
وجنونيَ أنْ نشربَ القهوةَ معاً
وجنونيَ أنْ أبكي على صدركِ الحَنونْ
وجنونيَ أنْ نضعَ البحرَ بينَ كفّينا
وجنونيَ أنْ نطعمَ الحمامَ معاً
وجنونيَ أنْ أراكِ تنتصرينْ
وجنونيَ أنْ أراكِ تَرقصينْ
وجنونيَ أنْ أراكِ تبتسمينْ
وجنونيَ أنْ أسمعكِ تَقولينْ: " أحبكَ منذُ بدءِ التكوينْ"
ولا بُد أن أقول ايضاً:
أَوَلستِ مَنْ رَسمتْ تَفاصيلَ السنابلِ
في الحُقولِ عندما كنّا صِغاراً؟!
إذاً...
أُرسُمي لي مَعالمَ الطريقِ على وَجهيَ الشَرقيِّ
كيْ أستطيعَ أنْ أُبصرَ مَعنى أنْ أكونَ إنساناً مِنْ جديدْ !
أنا ابنُ الأزِقّةِ التي لا عَناوينَ لَها
أنا الذي يسكنُ الجسرَ العابرَ بينَ الرغيفِ وفلسفةِ الجوعْ
أنا احتمالُ أنْ تَبتسمي أنتِ في الصباحْ...
*أَدّعي أنّني أقوى حَتّى تُغمضي عينيكِ المُتعَبتينِ في صحبةِ المُهدّئاتْ
ثُمّ أطلقُ العنانَ لضَعْفي !
-لا لا سنعيدُ المشهد، فانتِ لا تَمرضين، حسناً.. -
بعدَ أنْ تَنامي
سأقرأُ عليكِ مئةَ قصيدةِ حبٍّ والقُرنفل لنيرودا
وعندما تُشرقينَ في الصباحِ
سأقرأُ عليكِ على هذهِ الأرض ما يَستحقّ الحياةَ لدرويشْ
ثمّ سأعترفُ لكِ مرّةً أخرى
بأنّي أحبّكِ
*في الحقيقة لم أكتب في أي حدث سياسي منذ فترة،باتت العناوين مستهلكة، والتجارة في المصطلحات لا تستهويني ابداً، وركوب الموجة ليس من عادتي وأيضاً..
* سألتني ( رفيقة) ذاتَ كَأس ما هي الحرية؟!
ثمِلتُ فَقُلتْ :
الحُرِّيّةُ هيَ أنْ يَجودَ الأميرُ بِبَعضِ المَلايينِ في مُسابَقَةٍ لِلنّوقِ والبَعيرْ!
الحُرِّيّةُ هيَ أنْ تَقْضي بَعْضَ إجازَتِكَ في فُنْدُقٍ تُحَلّيهِ سَبْعُ نُجومٍ في حضيرةٍ للخَنازيرْ !
الحُرِّيّةُ هيَ أنْ تُصَلّي خَمسَ رَكْعاتٍ للهِ وعَشّْراً بِاسْمِ الأميرْ!
الحُرِّيّةُ هيَ أنْ تَشْتَري سِلاحاً صَدِئاً تَتَسَلَّمُهُ بَعدَ قَرّْنٍ/
وقَدْ رَماهُ الإسْكَنْدَرُ الكَبيرْ
الحُرِّيّةُ هيَ أنْ تَطوفَ حولَ الكَعّبَةِ وحامِلَةُ طائِراتٍ تَرّمي سَبعَ قَذائِفٍ عَلى إبْليسَ الكَبيرْ!
الحُرِّيّةُ هيَ أنْ يَغْرَقَ رَبيعُنا في عُرّضِ البَحّرِ وناقِلَةُ نَفْطٍ في الجِوارِ/ وعاهِرَةٌ تَحْتَلُّ الأثيرْ!
هَلّْ فَهِمْتِ أخيراً ماذا تَكونُ الحُرِّيَةُ أيُّتها الرفيقة؟!
شَهيقْ....زَفيرْ...شَهيقْ....زَفيرْ
نَهيقْ...نَهيقْ
أسْقُطُ أنا/تَسْقُطُينَ أنْتِ/ تَحّيا الحَميرْ
إياكِ أن تربطي المسمياتَ ببعضها، فالأمير الذي أقصِدُهُ هو كتابٌ لميكافييلي فقط.. أما المُر فهو حتماً سيمُر، سيمُر عبر قاعةِ المسافِرينْ في مطارِنا نحو البلاد التي نلعنها فيسبوكياً، ونهرول نحو سفارتها علنا نأخذ بعضا من فيزا، أو بعض مغلفاتْ، سيمر ويترك خلفه جرحاً وصفياً، و مديونية بحجم السَناجِ في أرواحنا وأكثر.
*على الهامش انا يا سيدتي لا أتقن لغة الكلام!...

نيسان ـ نشر في 2020-11-30 الساعة 18:50


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً