اتصل بنا
 

أموات يدلون بأصواتهم في صناديق مقبرة الانتخابات

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-12-03 الساعة 14:44

أموات يدلون بأصواتهم في صناديق مقبرة
نيسان ـ
إبراهيم قبيلات ... ما زالت المعلومات تتدفق تباعا عن شكل ديمقراطية صناديق الانتخابات النيابية التي حظينا بها مؤخرا.
عمليات بيع الأصوات لم تعد حديث يشار اليه، باعتباره نقطة سوداء، ومؤشرا حقيقيا على تزوير ارادة الشعب.
الحديث اليوم عن تواطؤ تشارك الجميع في صياغة بنوده ونتائجه؛ الحكومة والمرشح والناخب.
نحن نتحدث عن مشاركة أمواتنا رحمهم الله تعالى في الانتخابات، واقتراع المغتربين من دون أن يغادروا صالونات منازلهم.
معلومات صادمة، لكن ليس كثيرا فهي مسبوقة عام 2007.
ما يدعو الى القلق ليس هذا كله، بل في أن الدولة تعلم أننا نعلم، ثم لا ترمش لها عين.
هذا حال كثير من المعلومات التي يملكها الشارع ويتحدث عنها ثم لا تجد لها استجابة جادة من قبل الدولة.
استنادا الى الخبرات السابقة فإن استجابة الدولة لما يشاع على ألسنة الرأي العام عن عبث السياسات على شعبتين: الاولى الاحاديث المتعلقة بسياسات الدولة الاستراتيجية مثل الانتخابات او العلاقة مع الاحتلال، او الفساد في مؤسسات الدولة، وهذه لا تكترث الدولة بكل ما يقال حولها.
أما الشعبة الاخرى فملفات استراتيجية لكن ترى الدولة ان من مصلحة سياساتها الآنية الاستجابة لبعض مطالب الناس فيها، فتقوم بالتحرك إزائها اعلاميا وشكليا، خدمة لمصلحة رسمية ما، حتى اذا ما فرغت من هذه المصلحة عادت سياسة الدولة الى حالها، ولا نريد ضرب أمثلة على ذلك فقانون المطبوعات لا يسمح بذلك، لكن بإمكان القارئ الكريم أن يعثر على الكثير من الامثلة والنماذج من عقود ماضية وحتى اليوم.
وطبعا تدخل المعلومات التي يتداولها الناس عن الانتخابات في الشعبة الاولى، فمهما قيل لن يحدث أي فارق على الاطلاق.
وما يدعو للحنق اكثر ان الرأي العام الذي يقوده الاعلام، دائما ما يقلب الصفحة عن مثل هذه الملفات، وينساها سريعا.
فمثلا، رغم العيوب الوخيمة التي شابت الانتخابات سيبقى النائب نائبا والمجلس مجلسا، وسينشغل الناس "بالاكشن المسرحي" الذي يفتعله بعض من اختيروا اعضاء في مجلس النواب.

نيسان ـ نشر في 2020-12-03 الساعة 14:44


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً