اتصل بنا
 

زلزال في الكنيست الإسرائيلي

نيسان ـ نشر في 2020-12-03 الساعة 17:23

نيسان ـ مفاجأة من العيار الثقيل، أصابت رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نتانياهو؛ بعدما مرر الكنيست يوم أمس مشروع قانون لحل الكنيست «برلمان دولة الاحتلال»، وهو الأمر الذي يمهد لزلزال سياسي في إسرائيل، ويضع مستقبل نتانياهو في خضم معركة قد لا ينجو منها هذه المرة.

.. وهو «الزلزال» الذي قد يصيب المنطقة بالذهول.

مرحليا، كان لحراك القوى السياسية أهدافها بوضع «الطريق» لخوض الانتخابات في جولتها «الرابعة»، التي اذا ما تحققت تكون، أسوأ تجربة للانتخابات في تاريخ الكنيست الإسرائيلي، في أقل من عامين، حاول خلالها نتانياهو أن يصور نفسة جبار الصهيونية، وهو في نفس الوقت يعاني إمكانية محاكمته والانتقام منه سياسيا.

في داخل الكنيست، جلس نتانياهو، مع خصمه ونده السياسي وزير الدفاع بيني غانتس «حزب أزرق- أبيض»، الذي أصابه بمقتل وفرط الائتلاف السياسي والحكومي، وصوت غانتس وحزبه لصالح حل «الكنيست»، ما يوفر حراكا سياسيا يخلص إسرائيل من هيمنة وجود نتانياهو الذي كان نجاحه في الانتخابات السابقة نتيجة الدعم المجهول من الإدارة الأميركية وبالذات من الرئيس ترمب.

ما حدث يلمح إلى أن الغطاء والحماية التي يعيش في وسطها نتانياهو، انتهت بوجود إدارة أميركية ورئيس مختلف في تعاطيه مع قضايا المنطقة والشرق الأوسط.

حجم المفاجأة وضع نتانياهو في دوامة إنهاء كل مخططات الاشهر القليلة من العام الرئاسي الأخير لترمب، وتلك المعاهدات والاتفاقيات التي لم تعن الكثير في داخل دولة الاحتلال، لهذا صادق الكنيست على مشروع القانون بأغلبية 61 من أعضاء الكنيست و 54 ضده.

بذلك أنهى غانتس شراكته بشأن تقاسم السلطة مع نتانياهو، بعد حوالي ستة أشهر من الموافقة على الانضمام إلى حكومة وحدة من أجل التعامل مع أزمة فيروس كورونا، فيما لم يلب نتانياهو أي مطلب صحي، وراح يؤسس لحراك خارجي، لم يحقق له البقاء قويا.

سياسيا، يعني حل الكنيست، الربيع القادم، ليس انتصارًا، إنه بدء لخطوات صعبة للتعامل من ضعف الكيان داخليا، وعدم التنسيق المطلوب من أجل فهم حقوق وعدالة القضية الفلسطينية ومستقبل حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

بعد هذا الوضع السياسي في إسرائيل، تظهر للعالم ولكل الشرفاء عربيا واسلاميا وامميا، دلالة اصرار جلالة الملك عبدالله الثاني على «مركزية القضية الفلسطينية» وضمانة الهاشميين لحفظ وحماية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفي الحرم القدسي الشريف.

ما بين شتاء وربيع، ومع استلام الرئيس جو بايدن، هناك تحولات كبرى، تؤشر لنا في الأردن، عمق فهمنا السياسي، والإقليمية لما يحيط بنا من أحداث وأزمات..
الرأي

نيسان ـ نشر في 2020-12-03 الساعة 17:23


رأي: حسين دعسة

الكلمات الأكثر بحثاً