اتصل بنا
 

تدوير المناصب العليا في الأردن...كأن القوم 'ماسكين' على الدولة ممسك

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-12-15 الساعة 19:32

تدوير المناصب العليا في الأردن.. .كأن
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
المصفوفة الوحيدة العاملة في الدولة هي مصفوفة الكرسي، وعين الماء المباركة والوحيدة هي الكرسي أيضا، من يشرب من مائها لن يظمأ بعدها أبدا، ليس هو فقط، انما ورهطه في عرائش مطمئنين، عليهم ثياب من ثراء، ولا خوف عليهم فيها ولا هم يحزنون.
هذه هي المعادلة الاردنية، ومن يشذ عنها ربما لا يزيد عددهم عن أصابع اليد الواحدة، باستثناء وزراء "الحرق"، أو ربما هذا ما أظنه وبعض الظن إثم .
يا ربي إنك تسامحني..
إن من يرى إنجازات الحكومة وما تحققه من أدوار مبهرة في توظيف وإعادة توظيف وتكرير وإعادة تكرير اعمال أصحاب المعالي والدولة والعطوفة يظن ان هؤلاء "ماسكين على الدولة ممسك".
إي والله..
إن الدلال الذي يحظون هو دلال وفير وذو شجون وغرس كثير، ولأن الامر كذلك ربما علينا اختراع حل اردني خالص لمشكلة البطالة في الأردن، عبر توظيف الشباب كوزراء ولو لساعات معدودة، فبعدها لن يروا فقرا أبدا.
إنها الجهود الجبارة للدولة في رعاية "زلمها"، أو كثير منهم، فبعض الزلم، مجرد مماسح زفر، تنتهي مهمتهم بانتهاء المهمة وتصبح الممسحة فائضة عن الحاجة.
على أن هناك طبقة من المسؤولين، تكاد تحار الدولة من أين "تبوسهم"؛ مرة وزراء، ومرة أعيان ومرة رؤساء مجالس إدارات ومرة مستشارين، وآخر النهار لا تعرف أين يضع "بيضته".
يبدأ الامر عندما يصبح المرء منهم وزيرا، هكذا فجأة ومن دون أي سابق معرفة.
تسأل عنه، "مين الأخ"، فيقولون لك: "زوج فلانة"، أو ابن "فلانة العلنتاني" أو ربما هو من سلالة "الصلعاني" أو من خوال "الفسداني" أما الباقي فتفاصيل نكملها سويا كمرثية مسائية لا نمل من تعويذاتها اليومية.
عندما ينتهي الوزير منهم في منصبه كوزير "متعة" - على شاكلة زواج المتعة - يجلس في بيته قليلا في انتظار استعادة نشاطه، ثم يجري تعيينه، رئيس مجلس إدارة كذا، في هذه الشركة أو تلك، أو في هذه المؤسسة المستقلة او تلك، وإن لم يجدوا له مطرحا، سيلقى مرحليا إلى علبة "الأعيان" حتى حين.

نيسان ـ نشر في 2020-12-15 الساعة 19:32


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً