اتصل بنا
 

خلافات الوزراء.. ضراير يسكنّ غرفةً واحدةً

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-12-16 الساعة 15:20

خلافات الوزراء.. ضراير يسكن غرفة واحدة
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...ربما ليس من المهم أن يتمتع الفريق الوزاري بالانسجام لو امتلكت الحكومة برنامج عمل واضح المعالم، وربما أيضا لا تحتاج حكومتنا لكثير من التناغم بين أقطابها لإنجاز مهامها، فالجميع يدرك جيداً آلية التشكيل، لكن الظرف الراهن غيّر كثيراً في الأولويات، ثم جاءت جائحة كورونا "وخبّصت" الأوراق.
لم يعد سراً القول إن كيد النساء دخل في أروقة الرابع، لا بل إنه يتمدد أيضاَ، حتى يقال – والعهدة على ذمة من يقول – أن أحدا لا يكاد يطيق الكرسي الذي يجلس عليه، لأن جاره الوزير الفلاني أو لأن جارتها الوزيرة الفلانية، في مشهد يتكرر في مجمل حكوماتنا الأردنية.
الحق ليس غريباً وقوع كل هذا الخلاف واللانسجام بين الفريق الوزاري، ومن يقول بغرابته فهو حتما لا يعرف خريطة التعيينات الوزارية في البلد.
هؤلاء "اللامنسجمون" هم انفسهم الذين يجري تدويرهم في الكراسي، وعلاقاتهم "خبيصة" قبل أن يجلسوا على كراسي الرابع، فلما اضطروا الى الجلوس انتقلت البغضاء من قلوبهم إلى ألسنتهم، وما أخفي أعظم.
لا أعلم كيف يتفرغ المجلس الوزاري لحل خلافات وقضايا البلد العالقة، وبين يديهم ما يمكنه تعطيل كل شيء، فمطبخ إنتاج الخلافات بين الوزراء لا يهدأ، ودائما ناره مشتعلة، وحطبها سريع الاحتراق؛ فيغرق الوزراء حتى أخمص قدميهم بقضايا هامشية وثانوية، ويتعذر معها أن يتفرّغوا لحك جلدة رؤوسهم.
عموما بات الأمر يؤثر على تفاصيل مرعبة في العمل الرسمي، وإن أردت ان ترسم الصورة الكلية فما عليك الا ان تتخيل معي كيد الضراير، ومعهم غيرة بعض "العدايل" أو "الكناين".
بعض الوزارات التي تتقاطع أعمالهما معا، يجري العمل فيها بذات منطق الضرة المكيودة، لكن هذه الفضائح "عادي" ولو ظلت مساحة الوزراء وملفاتهم أردنية لقلنا نداويها بالسكوت، لكن ما يدعو الى البكاء هو ان بعضا من هذه الملفات تشتبك مع الخارج.
نحن نتحدث عن خلافات تؤثر على مجمل المشهد المحلي، ربما من لا يتابع الرابع ولا يقف على تفاصيله لن يكترث لكل هذا، لكن ما يتناقله بعض الوزراء عن خلافات فيما بينهم يبعث على السخرية.
على أية حال، هذا مصير بيئة تكترث لتفاصيل حالة الاعتداء على صخرة ذيبان أكثر من اكتراثها على الاعتداء على صخرات الوطن؛ الاقتصادية والسياسية والانتخابية.
وليس جديدا الخلافات بين الطاقم الوزاري، بل يمكن القول إنها من ثوابت التعيينات في البلد وموروثها السياسي، ففي حكومة عمر الرزاز انتقلت الخلافات الى ملاسنات، ولا نعلم في الحقيقة، ولم يقل لنا أحد كيف حالوا دون انتقال تلك الملاسنات الى عراك بالأيدي.

نيسان ـ نشر في 2020-12-16 الساعة 15:20


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً