اتصل بنا
 

إلى متى هذا الجنون.. إلى متى تبكي العيون؟

نيسان ـ نشر في 2020-12-21 الساعة 13:38

نيسان ـ في وطننا الحبيب، وبين الفينة والأخرى، وفي كل يوم جديد، نصحو على فاجعة وخبر جديد، يعتصرنا ألماً على فقد فلذة أكبادنا، أو إن كان أخٍ لنا أو صديق أو زميل، وربما يكون من أبناء الوطن البسطاء، من لا نعرفه أو من لا تربطنا به أدنى علاقة، سوى أنه يبقى ابن الوطن وأخي واخاك بلا شك.
بين الحين والآخر، نسأل أنفسنا، وننتظر جواباً حكيماً شافياً، لعله يداوي جراحنا ويبرد نار صدورنا، ونظل نتساءل، ترى من السبب في ذلك؟ وما هو المسبب الرئيسي لوقوع كل تلك الجرائم الغير إنسانية؟ وما هي دوافعها؟ ومن وراءها؟
تلك الأفعال البربرية التي لا تبت لديننا الإسلامي الحنيف بأي صلة، بل هو براء منها ومن تلك الفئة الضالة، التي تلوث بأيديها القذرة هواء هذا الوطن الصافي وترابه الطهور، وتؤرق راحة المجتمع الإنساني.
فلو أمعنا البصر وفكرنا قليلاً، نجد الجواب الشافي بكل وضوح، أن كل ذلك عائد وبلا شك إلى البعد عن قيم الدين الإسلامي من خلال الرجعية في التفكير والمعتقدات، وبعض العادات القبلية الموروثة، والأهم من ذلك كله (التنشئة الأسرية) ؛ فجميعنا يعرف أن الأسرة تشكل نواة المجتمع، الذي يصلح بصلاحها ويستمد قوته وتماسكه منها.
إن من البديهي، أن كل تلك الجرائم البشعة والجائرة بحق الإنسانية، تكشف لنا سبب هشاشة المجتمع المدني، وعلينا العمل على معالجتها كأفراد ومؤسسات، وبذل أقصى الجهود في ذلك، فهي مسؤوليتنا وواجبنا جميعاً، دون استثناء، من أجل الحد منها ومعالجتها وضحدها من مجتمعنا، ومن أجل أن ينعم بلدنا الأردن بالأمن والاستقرار، فهذا الوطن يستحق أن نفني أرواحنا من أجله، ليعم فيه السلام والطمأنينة.
وإننا إذ نؤكد على أهمية دور الأئمة والواعظين، في تقديم كافة وسائل وأساليب النصح والوعظ والإرشاد، فهم من حمل الأمانة وأدى الرسالة التي أوصى بها رسول السلام سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم .
وأيضاً لن ننسى أهمية ودور وسائل الإعلام في متابعة وتغطية المجريات والمبادرة في توعية المجتمع المدني، بتلك الجرائم الوحشية والتأكيد على خطورتها وآثارها السلبية عليه، والمساهمة في معالجتها والقضاء عليها.

وكلنا جميعاً، جنباً إلى جنب، مع إخوتنا في الأجهزة الأمنية الباسلة، فهم العين الساهرة التي لا تنام، والتي تبقى يقظة على الدوام، لترعى الوطن والمواطن، بسواعدهم الذهبية وقوة جأشهم، فهم ما توانوا يوماً من أجلنا، ولطالما ضحوا بأرواحهم ودمائهم، وقدموا الكثير و جل ما بوسعهم لتحقيق سبل الراحة والأمن والأمان لوطنهم وأهلهم والمجتمع.
ونحن إذ نثمن أيضاً، الدّور المهم لمؤسسات العلم والتعليم، من الجامعات والمدارس ومراكز الثقافة، لما لها من أثر واضح في تنشئة الأجيال، وتربيتها وتأديبها جيلاً بعد جيل، فهي التي كانت ولا زالت منارات للعلم والمعرفة، ومنشئة صالحة لأبناء الوطن وخير رافدٍ له على الدوام.
ولا ننسى الدور الكبير الذي يمثله فئة الشباب، تلك الفئة الملهمة، الذين ما برحوا يتغنون دوماً.. (عاش الوطن، عاش الوطن)، فهم عماد هذا الوطن وسراجه المنير، من خلال ما يقومون به من المبادرات التوعوية والتطوعية، ولما لها من الأثر الكبير في توعية أفراد المجتمع الصغير والكبير منهم.
فإننا جميعاً، نحن أبناء هذا الوطن الأغر، وكمواطنين غيورين نعيش على أرضه الطيبة ونشتم رائحة ترابه الزكي، مسؤولون ومكلفون بأن نتكاثف ونتعاون يداً بيد لنحمي الإنسانية، ونقطع كل يدٍ غادرة، تهدد استقرار أمننا وتعمل على زعزعة راحة واستقرار وطننا الغالي، انه واجبنا جميعاً أمام الله، فلنحميه ولنحافظ عليه.
حمى الله هذا الوطن العزيز وحمى الإنسانية جمعاء، تحت ظل الراية الهاشمية، وحمى الله قائد البلاد وحاميها سيدنا صاحب الجلالة (الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم)

نيسان ـ نشر في 2020-12-21 الساعة 13:38


رأي: مرام الفرجات

الكلمات الأكثر بحثاً