اتصل بنا
 

حرية الصحافة..مهجع بسقف ٣ متر وعرض ٢٠ مترا

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-12-26

نيسان ـ حرية الصحافة، كحال كمامة أرتديها حينما أرى أفراد دورية للأمن العام تمسك قلماً ودفتر مخالفات، أرتديها تفادياً للمخالفة ليس إلا، تماماً كحال الصحفيين ها هنا، يعطونهم حريتهم ساعة يشاؤون، ويضعونهم في زنازين في أوقاتٍ أخرى.
جمال حداد، طرح سؤالا سواء اتفقنا او اختلفنا، فحرية الرأي والتساؤل كفلهما الدستور، الا إذا أغضبت احد أفراد الدولة العميقة، هنا يتم وضع مواثيق حقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الصحافة وبلا سقفها السماء بلا بطيخ...
سقفها ٣ متر وعرضها ٢٠ متر ويتكدس داخلها اكثر من ٣٠ شخصاً ويسمونها مهجعا.
الصحفيون معرضون للحبس حسب ما يقارب العشرين مادة في قوانين العقوبات وأمن الدولة.
نعم أمن الدولة التي تحاكم الإرهابيين والقتلة والذين يروعون أمننا المجتمعي تحاكم الصحفيين لأنهم تساءلوا.
حسناً أتساءل ها هنا عن الورقة النقاشية الملكية التي تتحدث عن المواطنة الفاعلة والحقوق و الواجبات والتي تحرص بدورها على تطبيق القانون بعدالة ومساواة ودون انتقائية؟!
يقول مايكل بَيْج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "استغلال الأردن الخبيث للتدابير التعسفية مثل أوامر منع النشر والاعتقالات لإسكات الصحفيين، ليس سوى أحدث حلقة في سلسلة القيود المفروضة على حرية الصحافة في البلاد. لن يحلّ الأردن مشاكله الاقتصادية والسياسية الكثيرة عبر قمع الصحفيين والحد من حرية التعبير".
وأضاف بَيْج قائلا: "تقلص المساحة أمام الصحفيين للعمل في الأردن يعكس انزلاق البلاد نحو القمع. على الحكومة أن تتصرف بحزم لمحاسبة المسؤولين عن مضايقة وترهيب الصحفيين".
وطالبت هيومن رايتس ووتش في الشهر الثامن من العام الحالي وزير الداخلية بإصدار تعليمات لمديرية المخابرات العامة وقوات الدرك وإدارة البحث الجنائي، بوقف كل المضايقات وترهيب الصحفيين والسماح لهم بالعمل بحرية.
كما دعت وزارة العدل ومكتب النائب العام إلى التأكد من أن أوامر حظر النشر تقتصر بوضوح على محتوى التحقيقات وعدم استخدامها لمنع النقاش العام حول القضايا الحساسة.
لن أطيل أكثر فليذهب الصحفيون وحريتهم نحو نقل أخبار برشلونة وريال مدريد، أو فليذهبوا نحو تحليل الأوضاع في السودان، وأزمة المياه هناك، أو فليذهبوا لتقصي أخبار كيم كاردشيان وتأميناتها، وليتابعوا نجوى كرم وآخر أغانيها، أما الوضع في الساحة الأردنية فالزنازين وكسر الأقلام وتكميم الأفواه بجرة قلك.
اما قصة سلطة رابعة فهي فقاعات هوائية تستخدم للضرورة الحكومية، هلا حرية هلا برشلونة هلا مدريد وسلامتكم.

نيسان ـ نشر في 2020-12-26


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً