اتصل بنا
 

سنة أخرى...هذي الأرضُ جِدارِيّةٌ بِحَجمِ خِنجَرْ..فيها رائِحَةُ الأنْبِياءِ وبَصَماتُ آلِهةٍ أو أكثَرْ

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2021-01-02 الساعة 19:29

نيسان ـ عامٌ آخر، وماذا يعني؟!
هي أرقام تتغير فقط، دياليكتيك يا عزيزي، سيبقى الرفاق في اللويبدة يأخذوننا عنوةً نحو أيامهم البائدة على صوت ( أحمد نجم، والشيخ إمام)
ما عادَ الماءُ يورَدُ فينا ولا الهواءُ
ولا الأرضُ تَسكُنُنا ولا السَماءُ غِطاءُ
لا الدَمعُ جَفَّ فينا ولا ارْتَحلَ عَنّا البُكاءُ
كَأنَّ الداءَ صارَ فينا بَعدَ أنْ عَزَّ الدواءُ
أُكتُبوا ما شِئتُمْ على لَحْدي
فلدَيَّ مِنَ الأسماءِ سِرٌّ يَصْحَبُهُ البقاءُ
جميلة هي لغتك التبسيطية، ولكننا عندما نبدأ التبسيط في بعض الحقائق العلمية المعقدة نصطدم بحاجز يفصل ما بين التتبسيط والبساطة.
هنا دعني فقط أقول أنّ الحركة هي المطلق الوحيد في كوننا هذا ( أقول كوننا هذا لأن بعض النظريات الحديثة في الفيزياء النظرية تقترح وجود عدة أكوان حولنا وبأبعاد مختلفة) ، كما أنّه لا معنى للزمان بدون المكان والعكس صحيح لأنهما نسيج واحد.
سأقول :هذي الأرضُ جِدارِيّةٌ بِحَجمِ خِنجَرْ
فيها رائِحَةُ الأنْبِياءِ وبَصَماتُ آلِهةٍ أوأكثَرْ
تَحْمِلُ كَنعانَ بنُ كَنعانٍ ورغيفاً وزَعّتَرْ
عَلى أطرافِ الريحِ فيها تُعَرِّفُ حُدودَ الذاكِرة
تَتَعمّدُ مِنْ مَوجِ البحْرِ فيها ثمّ تُصلّي للرَملِ خِلسَةً
وتُودِّعُ طيورَ حجَلٍ عابِرة
تَبكي في كُلِّ حاناتِ الدُنْيا ثمِّ تَرْكعُ في مِحرابٍ جَديدٍ
كي تُمارسَ طقوساً أخرى في صَوْمَعةِ الآخِرة
سنةٌ أخرى... أتعلمون ماذا يعني؟! كأَنَّ الدُنيا صارتْ بِحَجمِ فِنجانِ قَهوةٍ مُرّةِ كَطَعمِ الخُشْخاشِ قَبلَ أنْ يُصبحَ نَبيذاً
وكأنَّ العصافيرَ بدَأتْ مَوسِمَ الرَحيلِ القادم لكَيْ تَخْتَصِرَ المَسافةَ بَيْنَ شِفاهٍ صامَتةٍ وأرْضٍ بّورٍ ثُمَّ تَخْتَزِلُ الفَضاءَ بَينَ دَقَّةِ قَلبٍ وأُخْرى وتُعَرِّفُ الإبتِسامَةَ كَزَنْبَقَةٍ بِلا هَوِيَةٍ هِيَ حَقْلِ مِلحٍ مِنْ عَهدِ الجَرادِ وتُعاتِبُ سُحُباً مَرَّتْ مِنْ هُنا نَسِيَتْ أنْ تَسقينا
رُبّما لمْ يعدْ ما تَبقّى مِنَ العُمرِ كافِياً كيّ أقرأَ ألفَ قصيدة ولكن في عينيك ما هو (سوقٌ عكاظي).... انا مش عميقة يا عمي، هذا رد فعلها بالوهلة الأولى، ثم تبدأ موشحاً لا ينتهي...
انا بدي أتزوج واقعد أستناه بالبيت و ( أنقع جاجة) للغدا.. كُنتُ أظن بأن الجاحظ أكثر الناس بخلاً عبر التاريخ، لم أكن أعلم بأنهُ تلميذٌ لكِ في مدرسةٍ في زمكانٍ ما.
أتعلمين؟! أنا كمَحطّةِ قِطارٍ
تَعْبُرُني النِساءُ ولا يَتْرُكنَ إلاّ بَعضاً من رائحةِ العُطورِ
إلاّ أنتِ فقدْ صِرّتِ عِطري..
.....
سنة أخرى، ماذا يعني؟! في كل لحظة تكتشفُ بأنكَ أكثرُ جهلاً من قبل، حين تنصتُ لأحد المعارضين، تستمتع ُبأساليبِ القَمّعِ التي تُمارَسُ في عالمِنا اليوم مِنْ قِبَلِ مَنْ همْ سواءً في السُلطةِ أو خارجِها، أساليبُ التَخوينِ والتَكفيرِ وإنكارِ الآخرِ وهيَ منْ ( أسلحةِ الكلامِ الشاملِ ) التي تُدمّرُ نَسيجَ مُجتمعاتِنا، وتأخذُ بالوعيِ الجَمعِيِّ إلى أسفلِ السُلّمْ.
قالت ايه ابو عتيله بالأمس :"هيَ الأيّامُ القادمةُ أيضاً حُبلى بِما سيكونُ جميلاً، يَرحلُ العظماءُ ويَتركوا لنا إرّثاً ثقيلاً وراءهم كيّ يُعبّدَ الدربَ في اتّجاهِ الحُلمْ، ولهذا هوَ ساذجٌ مَنْ يَدّعي أنَّ للتاريخِ نِهايةً كَمُنظّري فَلسفةِ العبثِ فيما يُسمّى بالعالَمِ الحُرّ وجَوّقةٍ منَ المُثقّفينَ العربْ، "
وأضافت قائلة:"
مَنْ قالَ أنّ القَصيدةَ مِنْ كَلماتْ !
والقَصيدةُ مِنْ لَحمٍ ودمْ
القصيدةُ منْ وجعْ
القَصيدةُ منْ فرحْ
القصيدَةُ حياةْ
القصيدَةُ وطنْ
القصيدةُ مَنفى
القصيدَةُ هيَ احتمالُ وُجودٍ في السَرابْ
القَصيدةُ هيَ أنتْ
القصيدةُ هيَ أنا"
سنةٌ أخرى.. أتعلمون ماذا تعني؟! تعني أنَّ الأيّامُ كالقَوافلْ، تَلْسعُنا كشمسِ الصَحْراءِ ورَمْلِها، نَتوهُ فيها ما بَينَ الواحةِ والواحةِ ورفيقُنا أحياناً يكونُ السرابْ، نَجّترُّ فيها الذكرى على أمَلِ اللقاءِ مرّةً أخْرى، وأحياناً نصلُ إلى نُقطةٍ نُعرّفُ فيها ذَواتِنا وأحياناً أخرى نَبقى نَدور حَولَ دائرةِ اللّاهويّةْ.

نيسان ـ نشر في 2021-01-02 الساعة 19:29


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً