غـــــالـــــب الـــربـــابــعــة..ومن لا يجيد ركوب الحبال فـلا بد من سيركهم ان يقال

نيسان ـ إبراهيم قبيلات...بضع جمل خفيفة على اللسان وتخلو من أية شيطنة للسلطة قالها إمام الحضرة الهاشمية الدكتور غالب الربابعة على شاشة تلفزيون المملكة فجلس في بيته.
ظننت أن اللقاء التلفزيوني يحتوي على وجبة دسمة من النقد العميق واللاذع للحكومة او النظام السياسي، وظننت أن الإمام قال شيئا صادما غير ما قاله عن ارتداد جائحة كورونا على الناس، فاكتشفت أن السلطة غدت مستفزة إلى حدود غير مسبوقة، وان علينا تعلم فنون التسحيج قبل أن تقع الكارثة.

لم يقل الرجل كثيرا، قال ما تقوله الناس على أبواب الدكاكين وفي الباصات العامة وفي قاعات الأعراس.
لم يقل كثيرا، ولم يخرج عن سياق المسموح به بالأمس، لكن من قال إن المسموح به بالامس ظل كما نعرفه.
نحن نُخنق، ونحاصر، ممنوعون من الحياة نفسها، إما أن نكون مسحجين او أن نخرس او أن نهاجر.
ليس هذا وحسب، عليك أيضا أن تستمع لتفاهاتهم التي يتحدثون بها صباح مساء، ثم تشعر بالامتنان لقولهم وأنهم من طين غير لازب.
القاعدة تقول: يمنع عليك أن تفكر، نحن نفكر عنك، وإن تجرأت وارتكبت خطيئة الفكرة، عليك أن تستغفر وتستعيذ بها من المعارضة الرجيمة، فإن أصرت الفكرة على إقحام نفسها في دماغك، فاهمس لنفسك ببضع كلمات، ثم اتفل عن يسارك، فإن قرينك ولد صاحيا ويريد أن يردمها خرابا فوق رأسك.
لم يقل كثيرا فطلبوا منه أن يقيل نفسه، كيف لو قال وقال؟.
ويله وويل ما قال إذا، حينها - إذ تجرأ أن يقول - سيطوفون به صوب الهاوية.
نعم اختلفنا، صارت سياساتنا نزقة أكثر من مسؤولينا.
صارت ذات مذاق مر مثل العلقم، ثم اذا قلت: إنها علقم، ألقموك مرارة إضافية.