اتصل بنا
 

سأبقى أتغنى بنساءِ العالم..هنَ الخير، وهن الأمل، وهن كتفنا الذي لا يميل ولا يلين

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2021-01-23 الساعة 20:38

نيسان ـ المشهد الأردني ( كانوني بإمتياز)، بات الليلُ طويلاً في منصاتِ التواصل الإجتماعي، فلا قمر ، ولا رومانسية في عالم الأسرى المتبطحين هناك... الشعارات، البروباغاندا، جمع اللايكات، نيل إعجاب بعض الحسناوات، والمثاليات المزيفة...
حسناً، إليكم هذا الموقف، منذ حوالي الأسبوعين تحدثتُ مع احدى الناشطات النسويات، وحقوق المرأه، وما إلى ذلك والسبب (فتاة) تستحين إلى وحدتها، وقلقها على بعض فصول دراسية قادمة وبعض مصاريف لتحيا يوماً آخر، ما دفعني للكتابة هو تجاهل الناشطة للرد على الهاتف، وحتى الرسائل، ولكنها تبرع يومياً في مهاجمة المثاليين والإنتهازيين، و تبرع اكثر في تقمص دور المستشار في التنمية البشرية، ونشر الإيجابية، والوقوف في صف المرأة التي تتعرض لمواقف واختبارات يومية، تتجاهل رسائل فتاة أنهكها الإستغلال، وهي خير مستغل لواقع الفتاة في مجتمعنا.
وما دفعني أكثر هو الهجوم الذي تقوده وبعض ( النسويين) ضد قيم وأخلاق عشناها على مدار أعوامنا الإفتراضية هذه، فنحن نقدّر المرأة حد التعب، نحبها، ونتربى على يدها، فالمرأة بإختلاف صفتها، ام، جده، عمة، خالة، اخت، وحبيبة.. هي (وطن) ولا أحد منا لا يحب وطنه، ولا يحرص على أن يكون خير وطن، وأجمل وطن.
انا وسائر أبناءِ جلدتي من القرويين الحالمين، نرفض أي إساءة، وتجاوز، و استغلال للمرأة و كيانها وكينونتها، ونرفض ما نراه من بروباغاندا تمارس عبر مواقع التواصل الإجتماعي الهدف منها إخلال التوازن في المجتمع، وجمع لايكات بهدف (صح أزرق) بجانب الإسم، أو اللعب في دياليكتيك العدالة المجتمعية، فكلنا ضد ما نسمع عنه من أحداث قتل بداعي الشرف، أو الإعتداء على فتاة، ولكن دون أن نهرع، ونهرول في نسوية ومصطلحات وشعارات جهوية، هدفها يختلف تماماً عن مضمونها.
فتاة مستشفى الجامعة الأردنية، ( ايه) فتاة بسيطة ضربها اخوها، لسبب ما، وتم إلقاء القبض عليه بحسب رواية الأمن العام، ولدي سؤال ها هنا.
هل قام احد النسويين، أو احدى الناشطات بزيارتها؟! بالسؤال عنها من قبل طبيبها المباشر؟! هل تواصل أحد مع والدتها؟! هل عرفتم ما هو وضعها الصحي و الإجتماعي؟! هل عرفتم ما هو المستوى الثقافي والإجتماعي لمجرم قام بهكذا فعلة؟! هل وضعتم حلولاً للحيلولة دون تعرض فتاة أخرى لما تعرضت له هذا الوردة؟!
أنتم، خرجتم بهاشتاغ، بنداء، بهجوم على أي أحد ينتقد، مارستم دوركم البطولي الزائف من خلف شاشات هواتفكم، و تبحثون عن قضية أخرى. وتناسيتم الغارمات، المعنفات، النساء اللواتي فتحن بيوتاً فأصبحن اماً واباً، تجاوزتم اللواتي تقطعت بهن السبل في البحث عن رغيف خبز لأطفالها اليتامى.
وحدكِ
وهذا دَمكِ المُسجّى على أرض من لكِ المتهالك
وحدكِ
والأرضُ حبلى بمزارع عنبِ النبيذ التوراتيِّ من حولكْ
و النسويين والنسويات الذين اختارهم " اللهُ "
يرقصونَ احتفالاً بضربكِ
وحدكِ
عندَ الفجرِ على الطريقِ
وهلْ الملائكةُ كانوا نياماً
عندما كنتَ وحدكْ
وحدكِ
وجسدكِ باتَ ورداً وتراباً
والشمسُ خجلى
وحدكِ
إلّا الظلامُ
والأفاعي تحملُ الـــعوزي وسفرَ التكوينِ المزيّفِ
وحدكِ
ناديتَ على أمّك
فكانتْ في كرمِ الزيتون
وناديتِ على اللهِ
فقالَ: تعالَي يا بنيّتي فأنتِ الحيٌّ هنا !
انا سأبقى أتغنى بجميعِ نساءِ العالم، فهنَ الخير، والرحمة، والأمل، فهن أوطاننا، وكتفنا الذي لا يميل ولا يلين، لهُنَّ تفاصيلُ الشّمسِ التي تُشرقُ في بلادنا... فإحداهُنَ شمسي التي تُشرِقُ، فهي التي تحتلني من بعيد، وما زلت أشتم رائحة عطرها مع كل نسمة هواء عابرة.

نيسان ـ نشر في 2021-01-23 الساعة 20:38


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً