اتصل بنا
 

الأطفال المتسربون..قنابل موقوتة

كاتب

نيسان ـ نشر في 2021-01-25 الساعة 09:05

نيسان ـ ببالطبع لست مختص تربوي لتعريف مصطلح التسرب المدرسي،اذ تتعدد تعريفاته، لكن من وجهة نظري الشخصية ان الظاهرة قد تفاقمت ولا يجب الاستهانة بها، فاحصائيات الوزارة تتحدث عن نسب بسيطة، يتم تهوين هذه النسب اعلاميا وحتى سياسيا، امام رقم يشكل حوالي ١١٢ الف طفل متسرب، نصفهم اردنيين، مقابل رقم تتحدث عنه الوزارة انه ٤٤ الف في احصائية اخيرة، وما اجده أمامي من مصادر مختلفة، اعلى من رقم الوزارة، وفي كلا الحالتين، فالرقم خطير ولا يجب تسخيفه بأنه نسبة بسيطة.
و من وجهة نظري التعليم عن بعد فاقم المشكلة بشكل او بآخر، لما يولده من حالة لا مبالاة وخمول وكسل لدى الطالب وعدم التزام وشح الامكانيات، و بسبب الاوضاع الاقتصادية السيئة التي رافقت اجراءات الحظر و التي تدفع بالاطفال الذكور للتسرب من اجل الانخراط في سوق العمل لمساعدة اسرهم، وللزواج بالنسبة للفتيات القاصرات، وهذا يزيد من نسبة زواج القاصرات، وهؤلاء الفئات يتركزون في المناطق الفقيرة والمهمشة والاطراف.
وحتى لو تم العودة للتعليم الوجاهي، سيكون هناك ايام قليلة يداوم بها الطلاب ويعطل غالبية الأيام ، اذا ما تم تطبيقه على النحو الذي اعلنته الوزارة، وقد تساهم هذه الطريقة بوضوح المشكلة اكثر وبيان عدد المنقطعين اوالمتسربين واثرهم على ارض الواقع.
التسرب يخل بعملية التنمية وبناء الرأس المال البشري، ويصنع اجيال من الاميين والجانحين واثره الاجتماعي والاقتصادي لا يستهان به على المجتمع، فهو خسارة بشرية واقتصادية، وبالطبع هناك دراسات تثبت ذلك، و سواء كان الرقم ٤٤ الف او ٥٥ الف، او مائة الف، وسواء جلهم اردنيين او نصفهم، فالرقم كبير وهؤلاء سيكونوا خلال الفترة القادمة تحديدا قنابل موقوتة، هؤلاء الاطفال ذوي الفئات العمرية الصغيرة هم وقود اي عنف او جنوح بل وقود ثورة الجياع، حذاري من هذه الظاهرة التي تفاقمت خلال الشهور الأخيرة، وتهوين النسب والطبطبة عليها ليس في صالح الوطن.
بالطبع هناك اسباب متداخلة لهذه الطاهرة منها ما يتعلق بالاسرة، ومنها ما يتعلق بالبيئة المدرسية وطريقة التعليم ومنها ما يتعلق بالطالب، لكن السبب الرئيسن هو الفقر والبطالة والتهميش، الذي يدفع الطالب للتسرب لدخول سوق العمل لمساعدة اسرته، ويدفع بالفتاة للزواج المبكر، وكلا الأمرين خطير، فلا عمالة الاطفال ولا الزواج المبكر ينهض بمجتمع ولا يطور دولة، بل يؤخر تقدمها و ازدهارها، فلا الطفل ولا الطفلة في مرحلة التعليم الالزامي مطلوب منهم القفز لمرحلة الزواج والعمل المبكر الذي ينهتك حق طفولتهم وحقهم بالتعليم، دستوريا ودوليا.

نيسان ـ نشر في 2021-01-25 الساعة 09:05


رأي: فراس عوض كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً