اتصل بنا
 

مجتمع التواصل الاجتماعي يعلو ولا يُعْلَى عليه

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-02-09 الساعة 10:18

مجتمع التواصل الاجتماعي يعلو ولا يعلى
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...استراحت الدولة عقب أن أدخلت المؤسسات الرقابية في دروب وأنفاق ليست لها، وفرحت كثيراً وهي تنفض يديها من غبار التدجين لمؤسسات المجتمع المدني؛ فتاهت بوصلة مجمل الأحزاب ومن بعدها النقابات المهنية، سوى أن العقل الرسمي لم يستطع السيطرة على مجتمع التواصل الاجتماعي بأدواته القديمة؛ فراح يندب حظه.
هو أمام مجتمع التواصل الاجتماعي لا يمزح، وكأنه _أقصد مجتمع التواصل الاجتماعي_ تمكن من تعطيل عمل كل مراكز الدراسات التي تطبخ استطلاعات رأي على عجل، مبتدئاً اولاً بالنتائج، فتستخلصها، ثم تقدم لها المعطيات، ذات البراهين التي لا تنطلي على أحد.
ليس هذا وحسب، خذ مثلاً دور مجلس النواب؛ المجلس تقلّص دوره الى حد تقديم النائب أسئلة متناثرة عن بعض القضايا التي تجتاح مجتمع التواصل، فيما تواصل القضايا الملحة والعالقة تبريدها في الثلاجة الرسمية.
ما عاد هذا المجتمع يمزح، نحن أمام حضرة رأي عام نافذ، يسيطر عليه افراد عاديون من العوام، ينشرون مواقفهم العامة في مشهد إلكتروني حاولت كثير من الدول السيطرة عليه او توجيهه، فتنجح مرة عبر الجرائم الإلكترونية وتفشل مرات.
اليوم لا حاجة للناس لجهة تقول لهم على ماذا يجمعون، وما الذي يهتمون له، وما هو رأيهم فيه، باتوا يرون كل ذلك بأم أعينهم وعلى الهواء مباشرة ويدلون فيه برأيهم.
في الحقيقة، لهذه السيطرة وجهان، فالعامة باتت تجتمع في مقهى افتراضي 24 ساعة، ويصرخ افرادها بما يرونه من آراء غير ناضجة وأحيانا بلهاء وساذجة، لكن هذا الوجه البشع، فماذا عن الوجه المشرق؟.
هنا تبرز أفكار نيرة، وتوجهات ناضجة، حتى لم يعد لكتاب الرأي ومقالاتهم في وسائل الاعلان شأن كبير، او تأثير وازن أمام سيل من الآرار والأفكار المتدفقة على الصفحات الإلكترونية.
في الأثناء، تجد في معرض السوق الإلكتروني رأياُ لمفكر عظيم وصاحب عقل راجح يناطحه عقل لا يفك الخط ويتغلب عليه.. أليس نتيجة معركة النقاش بين العالم والجاهل دائما ما تنتهي لصالح الجاهل!.
نعم ولكن مجتمع التواصل الاجتماعي فيه وجه جيد، صار جبلاً يعصم مرتاديه من التقييد والتدجين، وعصا سحرية للمسحوقين يلعبون فيه ادواراً أهم من النواب والنقابات مجتمعة، هل تتذكرون النقابات المهنية؟. من عاد يذكرها سوى مهني عنده حاجة. "يرحم".

نيسان ـ نشر في 2021-02-09 الساعة 10:18


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً