اتصل بنا
 

حينَ تتململُ ذيبان تَصحو عمان مِنْ غَفلَتِها

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2021-02-21 الساعة 13:11

نيسان ـ في مَحطّةِ قِطارِ هذا اليَوم هُنا لَمْ يَبقَ أحدٌ إلاّ أنا و محامٍ يُمارِسُ رجولَتُهُ على مِنْ تَعَثَروا بِسدادِ قرضٍ في بَنكٍ يَنامُ على قارِعَةِ الطريق فِي العَبدَلِي، وَ مُتَدَرِّبَةٌ تُمارِسُ فنَّ الغِوايَةْ لِبَعضِ ( المُقتَرِضين)...
وَ فتاةٌ عِشرينُية تُمارِسُ فنَّ رَسمِ الجِدارِيات على أسوارِ بيوتٍ أصابَها الصَمَم في جبل عمانْ، وأحدُ المُحارِبينَ القدامى على كُرّسيٍّ مُتحرّكٍ، ثَملٌ فيهِ جذور الأفارقةِ الذينَ قَدموا ( عبيداً) إلى هُنا في الزاويةِ المُعّتمةِ.
بائعةُ هَوى تقفُ على قدمٍ والقدمُ الأخرُ يتّكئُ على جِدارٍ باهتِ اللونْ، فِي أحدِ شوارِعِ (عمانَ الغَربية) او كما أُسميها (عمانَ الغَريبَةْ).
كَلبٌ مُشَرّدٌ...
بقايا ( مجلّةٍ إباحيّةٍ) على الرَّصيفْ، سَقَطت مِنْ بَسطَةٍ هرعَ صاحِبُها مِنَ (كَبسةٍ) مُفاجئةٍ لموظفي (أمانة عمان).
شابٌ ذو أصولٍ صينيّةٌ ينقُرُ على مفاتيحِ حاسوبهِ، يتعلمُ اللغةَ العربيةْ على أنغام مغنيةٍ شرق آسيوية ( JFla).
بَعضُ موسيقى الجازِ
نصفُ غيّْمةٍ
ونصفُ قمرٍ
......
وحلُمٌ هزيلْ.
الشَرَفُ ليسَ مِعّطفاً تَلبَسُهُ وتخّْلعهُ حَسبَ البُقّعة الجغرافيّةِ في العالم أو حَسبَ الطائفةِ أو المَذهبِ أو الدينِ أو المصّلحةِ الذاتيّة، الشَّرَفُ مبدأٌ لا يتجزّأ حسبَ وُجهةِ النظرْ، أنا أعلمْ أنّ بَعضَ ( سَفَلةِ) الجامِعاتِ الغربية يتآمرونَ عَليْنا وهذا قديمٌ قِدمَ التاريخِ ولكنَّ التفاصيلَ وحِدّةَ التآمرِ هما اللذانِ يتغيّرانْ، ولَنْ نُفلح قبلَ أنْ نَنالَ حُرّيَّتنا، وسَنُفّلحُ مهما كانتْ الصورةُ قاتمةْ، ما يَحْدُثُ الآن فِي مُجتَمَعِنا ما هو إلا نتاجُ ما زُرِعَ مِن فَسادٍ وَ كَبتٍ وسوءِ إدارةٍ وتخطيط.
فمنُذُ الأَزَل كان أبناء ذيبانْ ( نشامى) وهذا معروفٌ لكُلِ العالمْ، ولكن بات النشامى الآن مُنهمكينَ جداً بالبحثِ عن مصدرِ دخلٍ، يقيهم شمَسَ الغلاء، وبرودةَ أوضاعِهِم الإقتصادية، ومنذُ أمس الأول وهم يصورون ويوثقون ما تَمَ تسريبهُ من مياه عادِمَة نحو سد الواله.
بلادُ ما بينَ السدين تموتُ عَطشاً! بلادُ الخيرات، تئنُ حدَّ التعب، تم توثيق تسريب المياه العادمة، ومن قبله تم توثيق الكثير من الأحداث التي تعصِفُ في مجتمع ذيبان المحلي، وبالنهاية ( شير لايك كومنت) وننطلق نحو ملف جديد، وننسى فزعتنا ( الإستعراضية) في الأمس.
بَدأتْ الحياةُ (مَشاعاً) على هذهِ الأرضْ وستَنتَهي كذلكَ مَهما ( فَلّسَفْنا) التفاصيل، يؤلِمُنِي جداً تدهورُ الأحداث في حياتنا اليومية واستخدام النفي والتبرير الكاذب جداً او حتى لتغيير معادلة ما، الحياة أبسط من كل ما نراه من تعقيدات و ترتيبات و تحليلات وتأويلات، الأجدر والأولى بنا أن نستأصل ما هو خارجٌ عنا لا أن نتباها ونفتخر به كنوعٍ من ( البرستيج و الإيتيكيت) فنحن أحفادُ أصحاب إبلٍ وأغنام ومراعٍ وبيت شعرٍ بواسطٍ يسر الناظرين، نأخذ قيلولة فوق بيدر قمح، ونسرح بحبنا على أنغام ربابة ونفرح ونرقص الدحية.
خذوا (برستيجكم) وارحلوا عنا، فقد بتنا فِي قعر القاع، لم تعد ال S400 ولا عربدة فنادق ال5*، تعني لنا شيئا، فنحن نمارس العُهرَ في الشارع، وعلى الهاتف، وَفي كُل (زمَكانٍ) هيئ لنا لنمارسه، ونتفنن بالإجابات المتبعة بأدلة تناسب أهواءنا و ما نرغب به، أغضبكم فيلم (جن) في البتراء، أفلا يغضبكم ويحزنكم ويغلقَ أنوفكم تصوير المياه العادمة بالأمس، أفلا يغضبكم إتفاقية تم توقيعها لخمس عشرة سنة مع شركة وهمية، أفلا يغضبكم الباص السريع الذي يقتل حركة عمان منذ ال٢٠٠٩، ألا يغضبكم ملف الملكية، أفلا يؤلمكم ملف شباب ذيبان الذين التحفوا السماء ليحصلوا على وظيفة؟! ولا زالوا يحلمون بها للآن؟!
حسناً أتمنى أن لا يُقطعَ الإنترنت عن بلدنا كي تمارسوا غضبكم الفيسبوكي بين ( لايك وكومنت، وفي حالة الغضب الشديد تضطرون لاستخدام زر الحظر) ولا بأس إن كان البلوك على أنغام عمر العبداللات او بشار السرحان في أغنية ( مناطقية) أقصد (وطنية)
*على الهامِش حينَ تتململُ ذيبان، تَصحو عمان مِنْ غَفلَتِها!...

نيسان ـ نشر في 2021-02-21 الساعة 13:11


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً