اتصل بنا
 

سلام على الأردن

نيسان ـ نشر في 2021-04-10 الساعة 18:16

نيسان ـ بسم الله…. والسلام على الوطن …السلام على شهدائه…. السلام على ارضه الطيبة ورائحة ترابه التي نعشق كل حين ان نشمها … السلام على هذا الوطن العصي على القسمة الوطن النابض حبا وعطرا الوطن الراقد ابدا بين حنايا القلب ووسط الضلوع .
لقد عشنا وعاش وطننا منذ نشأته على شفا جرف هار ينتظر الأصدقاء قبل الأعداء متى نهوي الى مستقره البعيد …. انها لعبة الفوضى غير الخلاقة تطل برأسها بعد ان نظرو اليها طويلا فوضى تطيح بالثوابت وتزعزع المستقر وتوصل الناس الى اليأس …. اليأس من الحياة واليأس من الوطن واليأس مما فيه تلك هي الخطوة الأولى لتصفية الوطن الموزعة دماءه بين القبائل والقوى ، كل يريد منه كتفا ومغنما ، وسط استقطاب وهمي وسياسة مرسومة من الداخل والخارج معا الداخل حيث طغمة الفساد التي لا تعيش ولا تنمو الا وسط الخراب مثل طائر البوم ، وسياسة الخارج التي هي ذاتها سياسة الاستعمار الباحث عن تفريغ الأوطان من محتواها ورموزها تمهيدا لتنفيذ ما يخطط له في الخفاء .
لقد ضار البعض ان هذا الوطن الصغير حجما الكبير انفة وعزة وكبرياء ….. ضارهم انه ظل صامدا منذ نشأته عصيا على مؤامراتهم فجاءوا على غفلة من اهله وسط جوع وتيه وعدم يقين وفقدان ثقة جاءوا على قميصه بدم كذب وارادوا ان يلقوه في الجب ثم يصرخون : لقد اكله الذئب ونحن عنه غافلون .
فالله الله أيها الأردنيون في وطنكم ، فأن الخبيث يطرده الطيب ، وان طغمة الفساد زائلة وانه لا يصح الا الصحيح ، وصحيحنا هو ان نرى الوطن معافى من كيدهم ان نراه مثل دم الشهداء مقدسا عزيزا غاليا …. ان نراه مثل اقحوانة في وسط صحراء…. ان نراه ابيا لا يهاب…. ان نراه ونسمع نبضه يسري في شريان القلب…. عضوا عليه بالنواجذ أيها الأردنيون حتى وان جعتم فثمة امل يلوح لا تتركوه وحيدا في مهب الريح يصارع قدره وحده….. هو ذاته أيها الأصدقاء الذي عرفناه صغارا كنا نشاكسه ونلثم ثراه كنا نخبئه بين الاه والاه …. كنا نغار من النسائم ان هبت تداعب خصلات شعره نضمه الى الصدر المعنى ويضمنا الى صدره الموله .
هو ذاته حتى ولو علقت بأهدابه بعض اشواك الفساد …. هو ذاته حتى ولوبتنا به بغير عشاء ….. هو اول العشق ومنتهاه …. هو اول من رآنا وآخر ما نراه ، ونهتف في حالكات الليالي : اللي مضيع وطن وين الوطن يلقاه.
فيا أيها الأصدقاء قولوا لهم لن تمروا من هنا …. فهنا كانت مؤتة وحد الدقيق وحطين والكرامة …. هنا كان جعفر وزيد وعبدالله …. هنا كان الحارث الرابع وصلاح الدين وشرحبيل والحارث بن عمير وحابس وكايد ومنصور…. هنا رائحة دم الشهادة المعطرة بنجيع لأراض ولن نخذل دماءهم الفواحة في عنان السماء لعيون فوضى غير خلاقة ، فوضى تبدد امننا وتحيله الى َسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً.
سلام على الأردن سلام على اهله الطيبين سلام على ارضه اذ تفوح شهادة وعزة وكبرياء … ولن ننظر ﻣﻦ ﺛﻘﺐ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﻭﻃﻨﻲ ، ﻟﻜن ننظر ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻣﺜﻘﻮﺏ . .
ونميز ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﺏ.
رأي اليوم

نيسان ـ نشر في 2021-04-10 الساعة 18:16


رأي: د. عبدالمهدي القطامين

الكلمات الأكثر بحثاً