اتصل بنا
 

تيار القدس.. إما منا الأمراء أو فليحترق الجميع

نيسان ـ نشر في 2015-09-07 الساعة 12:11

x
نيسان ـ

كتب محمد قبيلات

بعيداً عن سطوة الصياغات التحريضية للجناح المتشدد في صحيفة نيسان، فإنه يمكن أن نخوض في تحليل هادئ يقود لتفسير ما جرى في انتخابات رابطة الكتاب الاردنيين الأخيرة، والتي أسفرت عن هزيمة تيار القدس الثقافي بقيادة المفكر د . موفق محادين، وفوز كاسح للتحالف المقابل؛ التجمع القومي الديموقراطي بقيادة الدكتور زياد ابو لبن.

أولا؛ لا بد من توضيح يخصّ طبيعة الرابطة بكامل هيئتها العامة، والتي يناهز عديدها الألف عضو، فغالبية هؤلاء الاعضاء هم من خلفيات وتوجهات يسارية، كما تخلو الرابطة من أية عضوية مؤثرة للاسلاميين.

واجهت الرابطة ابّان حقبة الأحكام العرفية مضايقات كثيرة من قبل الاجهزة الأمنية، وصلت حد الإغلاق وسحب الترخيص، وذلك بأمر من الحاكم العسكري، ولم يعاد فتحها إلا بعد رفع الاحكام العرفية.

ليس من فرق يذكر بين التيارين من ناحية المشارب الفكرية، وكذلك مواقفهما من الاحداث الجارية في سوريا، فلا تيار القدس على قلب رجل واحد يصطف مؤيدا للأسد، ولا أعضاء التجمع القومي الديموقراطي ملتزمين كلهم بموقف واحد الى جانب الشعب السوري، فهناك الكثير بين أعضاء التجمع يؤيدون النظام السوري، وليس الشأن السوري في الرابطة إلا ورقة انتخابية.

بالنسبة لتيار القدس الثقافي، فقد تعرض لعدة هزات خلال الاربعة أعوام الأخيرة، كان أولها أن التيار لم يحسم موقفه من الانتفاضات العربية، عام 2011، حيث زعمت قيادته في تلك الفترة انها تلتزم الحياد، وليتها فعلت!، فقد تورطت فيما بعد وشكلت وفودا زارت مقر القيادة السورية.

استغل الطرف الآخر الأمر لأغراض انتخابية، وبدأ حملة تشهير ضد التيار، ما دفع عددا من اعضائه للرد بنفس القوة وبما يعاكس هذا الاتجاه، ذلك بتبني شعارات مؤيدة للنظام السوري، بل لم يقف الأمر عند هذا الحد، فأصبحت تسمع من كتاب مرموقين شتائم تنهال على محمد البو عزيزي كمُطلقٍ لشرارة الربيع العربي.

انقسم التيار، وتركته مجموعات من الاعضاء وانفض عنه مؤيدون، وبدأت الخلافات تنهش به حتى أرهقته، فما وصل الى الانتخابات الأخيرة الا وقد خسر الكثير؛ ما تسبب الى جانب عوامل اخرى في هزيمته القاسية.

أكثر ما يزعج في الصراع الدائر في أروقة رابطة الكتاب الاردنيين، هي الرائحة المنتنة للاطروحات ذات النزعة الاقليمية، فلا تختلف الاجواء هناك كثيرا عن أجواء مباريات الوحدات والفيصلي، ولا تغرنّك التسميات، فنصيب كل تيار من اسمه قليل.

ولعل هذا ما سبب الخلل في مسار تيار القدس وبنيته، فهو تجمع من يساريين وموالين ومستقلين، لكن جلهم ينضوي تحت يافطات التيار لاغراضه وضغائنه الخاصة، وثمة من يستغل التيار لتمرير مآرب وصيغ اقليمية مأفونة، ومن المؤسف انها اطراف نافذة في التيار.

الأيام الاخيرة- والتي سبقت الانتخابات- عصفت بالتيار فقصمت ظهره، وشقّته الى شقين؛ حيث خرجت من الحلبة القيادات التاريخية للتيار والتي آثرت النأي بنفسها الى ركن قصي، دون أي نشاط يذكر، غير الابتهال بأن ينهار التيار، وليس الأمر بغريب، فهم يعملون على ذات القاعدة التي أشعلت سوريا، وترجمتها الحرفية في الرابطة والتيار: إما منا الامراء، أو فليحترق الجميع.

نيسان ـ نشر في 2015-09-07 الساعة 12:11

الكلمات الأكثر بحثاً