اتصل بنا
 

اللهم احفظ بلادنا، صرخة بزمن طغيان الانانيات

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2021-04-13 الساعة 09:20

نيسان ـ اول رمضان اول تصافي الانسان المؤمن مع خالق السماوات والارض واول ايام الصوم الكبير الذي كان عند الاردنيين معروف بصوم عيد الفصح الذي ما زال ساري المفعول في بلادنا ويستمر حتي الثاني من ايار ٢٠٢١ بحلول عيد الفصح المجيد متزامنا مع صوم رمضان المفضي لعيد الفطر المجيد.
طقسان دينيان يعطيان درسا للاخر، ان بلادنا مهبط الرسالات السماوية" المحمدية واليسوعية" وان بلادنا من شرقها وغربها وشمالها وجنوبها كرستها الديانات السماوية تاريخيا روحيا اجتماعيا سياسيا اداريا وانسانيا لتكون بلادنا، بلاد الايمان والتوحيد التاريخي.!
وليس من غرابة ان نطق احدهم ومنعا من الفرقة الدينية ان تحدث في زمن الصراعات الكبرى "كلنا مسلمون لرب العالمين فمنا اسلم بالقران ومنا من اسلم بالانجيل ومنا من اسلم بالتوارة ومنا من اسلم بالحكمة" . كدلالة اننا عصاة على الانقسام مهما كان شكله وهويتة ومغزاه واستهدفاته الخبيثة!.
هذه بلادنا وهذا" اردنا" ، الذي خرجت منه رسالة عمان التوحيدية في زمن الذبح وقطعزالاعناق وبج البطون بالحراب وفي زمن شيوع التنافر في الاعتقاد الروحي؛ سني شيعي، مسيحي لاتين، ومسيحي قبطي، ومسحيي ماروني ودرزي، وازيدي مؤمن/ ملحد، اشتراكي/ راسمالي/ شيوعي !
والى اخر الاسطوانة البغيضة النشاز، حتى عبر الملك عبدالله الثاني عن غضبةصارخة واستشرافيه، "بان ما يجري في بلادنا هو صنع ادوات الخوارج الجدد ، وفتنة ليست سياسية بل احقاد التاريخ الدفين ، لذا هو حذر، من قيام" هلال شيعي" محض "بيور" ! ولذلك انطلق في الفضاء العالمي يحذر من التطرف والايغال فيه، حتى أعتلى منبر الجمعية العمومية للام المتحدة ومجلس الامن واجبر برضا، الارادة الدولية بتبني عبر صدور قرار لمجلس الامن، وهو ما يسمي بسياسة الوئام، ونهج المصالحة، بين الاديان، انقاذا للبشرية من غول الاحتراب الديني /الديني، المدمر للحاضر والمستقبل وللبشرية.!
نصل، الي مفصل مهم يا ريت صوم. رمضان وما تبقى من الصوم الكبير الذي يوصل الاردنيين المسيحين، لعيد الفصح المجيد ان تكون هاتين المناسبتين فسحة لتعميق الايمان والايمان الان يتجه، بكل خشوع ليكون سلاحنا الاميز في مواجهة الكورونا اللعين والاكثر قدرة على وقف الانهيار البشري.
بعض من ايمان" بخلي الواحد" من كل الجمع الاردني بعقليته الواحدة ونفسيته الواحدة واماله الواحدة، إلى ان نصلي صباح مساء ورغم ان هذا الطقس حد منه الكورونا بسبب اختلاط المؤمنين وهذا محرم قانونيا وعرفا، في دور العبادة،.. ان يكون اضعف الايمان والابتهالات التي يفترضان، ان تنطلقين من منابرنا الروحية الواسعة مسلمة ام مسيحية...
(اللهم احفظ بلادنا،) من كل شر وضغينة وحروب عبثية وفرقة سياسية غبية، لا همها لها اصلا، الا ابراز شعبويتها من على ظهر الشعب المسكين، الذي يعيش شتي الويلات.!
ونحن في ظلال صوم رمضان الكريم، وصومنا الكبير المسيحي، الا تتكون لدينا نحن صناع الراي العام والمشتغلين بالعمل العام واصحاب الرؤى على اختلافها وتنوعها وتعدديتها قناعة متجذرة .. ان الاردن ان الاوان له ان لا يكون شعبه بين مطرقة او سندان الحكومات والمؤسسات التمثيلية وعشنا بالامس اتفه اجتماع خصص لوضع ممثلي الشعب، امام مجريات الاسبوع الماضي "السبت الاسود" وكان الطابع العام اللقاء السياسي بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، لاهثا فاقعا خلف الشعبوية، ومن على ظهر الشعب! ، الذي" نشف دمه" ووقف علي قدم ونصف القدم وفقد توازناته، وهو لا يعرف حقيقة ماجري يوم( السبت الاسود ٣ نيسان) وظل عرضة" لقرص الدبابير" التي فاعت من اعشاشها، فاختلط الحابل بالنابل والضحية كان بالامكان ان تنقسم الاسرة الهاشمية، على بعضها وينقسم الاردن افقيا وعاموديا وهذه هي الكارثة بعينها ولكننا نجونا منها بالحكمة في أعلى درجات صحوتها ويقضتها.!
صوما مقبولا وافطار شهيا مقدما.

نيسان ـ نشر في 2021-04-13 الساعة 09:20


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً