اتصل بنا
 

أمام رئيس الجامعة الاردنية ومدير مستشفى الجامعة و وزير الصحة تجنبا لأي كوارث..

كاتب

نيسان ـ نشر في 2021-04-13 الساعة 16:50

نيسان ـ قبل ايام، ذهبت برفقة والدتي الى مستشفى الجامعة الساعة الثانية بعد الظهر وكانت في حالة طارئة جدا تستدعي التدخل الفوري، حيث كانت تعاني من آلام في الصدر والاعراض منشأها اعتلال في عضلة القلب(جلطة قلبية)، وفي الحقيقة هذه الحالات تصنف أهم الحالات الطارئة المهددة للحياة وتحتاج لتدخل فوري دون اي تأخير، ويمنع المريض عادة من اي نشاط او حركة خلال هذه النوبات، وبعد اجراء تخطيط للقلب طلب مني ان اجلسها في الاستراحة (المقاعد) لحين توفر سرير في طوارئ الباطني ، مكثت اكثر من نصف ساعة بانتظار ان يفرغ سرير، وبعد ان فرغ سرير، ادخلتها لقسم الطوارئ ومكثت على السرير ثم سحب عينات الدم اللازمة واظهرت الفحوصات ارتفاع في انزيمات القلب، وهي انزيمات عادة تظهر في حال وجود احتشاء او اعتلال في عضلة القلب بسبب نقص التروية الدموية، وهنا يتأكد مائة بالمائة وجود جلطة وقد تحتاج لتدخل دوائي فوري كاعطاء المميعات، وخلال الفترة تكرر حدوث نوبات ألم وهو دلالة أكيدة لوجود جلطة مهددة للحياة وتستدعي دخول لقسم العناية الحثيثة بالقلب للعلاج الدوائي والجراحي ان لزم الأمر، لم يذن يتوفر سرير قي قسم العناية الحثيثة وبقيت معها اكثر من ثمانية ساعات في الطوارئ، وبعد ثمان ساعات اشتد الالم واجريت عدة اتصالات لحل مشكلة السرير، ولكوني من العاملين في القطاع الطبي وملم علميا بمثل هذه الحالات بقيت الى جانبها اراقب اولا بأول، اشتد الألم بعد ثمان ساعات وقلت للطبيب اعطيها حبة تحت اللسان( وهذه الحبة عادة تستخدم لتوسيع شرايين القلب في مثل هذه الحالات)، واعطيت هذه الحبة بعد اشتداد الألم غير المحتمل بعد ثمان الى تسع ساعات من مكوثها على سرير الباطني في قسم الطوارئ وبعد ان صرخت على الكادر وتجمعوا حولها..
قلت للطبيب ايرضيكم ان ينتظر مريض قلب في الاستراحة و يبقى على سرير الطوارئ اكثر من ثمان ساعات دون ان يتم ادخاله بحجة لا يوجد سرير.. اترضى ذلك لامك مثلا؟ ولماذا لا تستخدم صلاحياتك بتحويلها فورا الى مستشفى آخر حتى لو في القطاع الخاص؟ فقال لي وانا محتد ومضغوط جدا : هذا الأمر ليس عندي بل عند وزارة الصحة، حيث ان التحويلات تكون فقط بين الساعة الثامنة صباحا والثانية عشر ظهرا.. استغربت هذا الأمر الغير انساني والغير علمي والغير منطقي.. فقلت له لماذا لم تقل لي ذلك منذ البداية؟ انا على الاقل قد اتفهمك لكن غيري لن يتفهم فتصبحوا بمواجهة مع الناس وتتعرضوا لمشاكل.. تركت الأمر وحاولت ان اجد حل وسط مع الادارة بان يتم إدخالها لقسم الباطني واعطائها العلاج الطارئ لحين تسريع خروجات العناية الحثيثة ليتوفر سرير ومنه للعمليات لاجراء تدخل جراحي.. و تم ذلك بعد حوالي تسع ساعات من مكوثنا في الطوارئ الباطني، وفي اليوم تلتالي اجري التدخل الطبي الجراحي اللازم.. واخرجت أمي بعد ذلك، ومنذان قرر الطبيب خروجها واجراء معاملة الخروج من العناية الحثيثة بالقلب استغرق الأمر اربع ساعات وكان سيستغرق اكثر لولا ايضا اجراء اتصالات مع الادارة .. وهنا لا اعتب لا على الكادر الطبي ولا التمريضي بل على الادارة و وزارة الصحة لسوء هذا الانسيق الاداري الكارثي لهذه الاسباب:
١-بقاء امي على سرير طوارئ الباطني تسع ساعات يعني حرمان مريض قد يأتي بحالة اخطر لينتظر دور للدخول الى قسم الطوارئ الباطني حيث هناك مجموعة اسرةمحدودة في قسم الطوارئ لحالات الباطني واخرى للجراجة وهكذا.. وهذا سيهدد حياة المريض اذا على مقاعد الاستراحة خارج الطوارئ
٢- تأخر والدتي على سرير الطوارئ مرده ايضا البطئ الشديد في اجراءات خروج المرضى من قسم العناية الحثيثة بالقلب الذين تستدعي حالاتهم نقلهم من العناية الحثيثة بالقلب الى الاقسام العادية بعد تحسن حالتهم وهذا التأخر سببه نقص الكوادر الطبية، حيث تكون طبيبة واحدة تغطي في اكثر من مكان وقسم، وتململ الإدارة من جهة اخرى..
٣- ثالثا وهو السبب الأهم، انه من المعيب ان يقول الطبيب لمريض تتهدد حياته بالخطر انه لا يوجد سرير، فهذا " سوء تواصل "و يضع المريض واهله في حالة هلع وغضب وقد يهدد حياة الكادر الطبي ايضا في ردة فعل لا يحمد عقباها، بل يجب ان يقول له : لا يوجد سرير ولكن سيتم التنسيق مع المستشفى الفلاني وسيتم نقل المريض او النريضة مع كادر محترف ومختص بسيارة الإسعاف بشكل آمن وكون مطمئن.. وهنا النقطة الاهم، حيث انه لا يوجد تحويل الا بفترة الصباح وقبل الظهر وهي الفترة التي غالبا يتوفر فيها اسرة، بسبب الخروجات الكثيرة واخلاء الاسرة بشكل اكبر من الفترة المسائية و وجود كادر بعدد اكبر وبسبب وجود الادارة بشكل حازم اكثر من الفترات المسائية والليلية..
وهنا، فإن نقص الكوادر والأسرة وبطئ الاجراءات الناتج عن ذلك، والسوء الاداري في التنسيق لتحويل مريض لا يتوفر له سرير الى مستشفى آخر بسبب الثغرة الادارية من قبل الوزارة وحصر التحويل في وقت معين، وابقاء المريض في قسم الطوارئ وحركان مرضى آخرين من المكوث على سرير الطوارئ بسبب اشغاله وبطئ اجراءات تخريج المرضى بنفس القدر من العناية الحثيثة مما ينتج عنه ايضا بقاء المريض الذي يحتاج سرير عناية حثيثة بالقلب على سرير طوارئ الباطني مع عدم قدرة الطبيب لتحويله لمستشفى آخر بسبب عقبة التعليمات من وزارة الصحة سينتج عنه وفيات وتعريض حياة الناس للخطر وترك الكادر الطبي والتمريضي في مواجهة الناس..
وهنا اسجل احترامي لادارة وكادر التمريض لسرعته واستجابته في تنفيذ التوصيات وتقديم الرعاية التمريضية الجيدة، وايضا للأطباء، واتحفظ على اسم احدى الطبيبات في الطوارئ التي كانت تتحدث لي عن الفحوصات وحالة اني من بعيد من خلف مكتبها وهي تنطر لهاتفها دون ادنى احترام لحالة طارئة ومرافق مريضة، بعكس الأطباء. الممرضات والممرضين الآخرين الذين كانوا يهبوا ويتعاملوا بحكمة اكثر ويطمئنوا المريضة بعكس هذه الطبيبة التي لم تأتي سوى مرة واحدة طيلة مكوثنا في الطوارئ،..!!
وعليه اقدم بعض الحلول اذا كانت هناك آذان صاغية:
١- قرار فوري من وزارة الصحة بتحويل المرضى في الحالات الطارئة وان يتم التحويل خلال وقت قصير في حال لم توفر سرير عناية حثيثة بغض النظر هن وقت المراجعة للطوارئ خلال اليوم دون ان يبفى المريض في الطوارئ لساعات طوال فهناك من كان ينتظر في الطوارئ منذ الصباح لنهاية اليوم خلال وجودي هناك .
٢- زيادة عدد اسرة العناية الحثيثة بالقلب من ٣-٦ اسرة، حيث ان هذا العدد الذي كان هناك من يحتاجه من المرضى خلال فترة مكوثي (تسع ساعات)، مهما كانت التكلفة، فإن تكلفة عدم وجود سرير او نقص الكادر وبيروقراطية الاجراءات والحاجة للتحويل للقطاع الخاص سيكون مكلف اكثر.
٣-زيادة عدد الاطباء المقيمين حيث ان تأخير التخريج للمرضى من العناية الحثيثة احد اهم اسبابه نقص الأطباء .
٤- تعزيز الادارة بادارة اكثر حزم وتفهم في الفترات المسائية بعد نهاية ابشفت الصباحي.
٥- اطالب بمنع استخدام الهاتف في الاقسام الحساسة وتحديدا في مثل هذه الحالات الا للضرورو القصوى، وعند التحدث مع مريض او مرافق من المهم ترك الهاتف واحترام المرافق والمريض.
٦- اعطاء الكوادر الطبية ورشات تثقيفية حول التعامل مع المريض و ذويه ومهارات الاتصال الفعال والعمل تحت الضغط.. خاصة في الاقسام الحساسة.

نيسان ـ نشر في 2021-04-13 الساعة 16:50


رأي: فراس عوض كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً