اتصل بنا
 

رمضان بين الأمس واليوم

نيسان ـ نشر في 2021-04-16 الساعة 12:25

نيسان ـ هذا الزائر الكريم كان يأتي بدون تكلف ولا بهرجه ...كان بسيطاً كبساطة تلك الأيام...كانت تسوده الألفة والموده وصلة ذي القربى والجيران الذين يتبادلون أطباق الطعام قبل الأذان
كانت البيوت العامره مشرعه لكل عابر طريق.. الكبار يجتمعون معاً على موائد الإفطار..(تعاليلهم) الشيقه كانت تضفي طابعاً خاصاً على ليالي الشهر الفضيل ووجودهم يزيد بركته بركه..حتى (القطايف) في تلك الأيام كانت لا تحتوي الا على الجوز والسكر الا انها اطيب وأشهى من(قطايف) اليوم المحشوة بالقشطة والنيوتيلا والمشروبات بأنواعها ونكهاتها لا تساوي كأس من الشاي بالنعناع المزروع بجانب بئر الماء..أما السحور فتلك حكاية أخرى حيث تدب الحياة من جديد في سكون الليل على صوت المُسحر والذي عادةً ما يكون متبرعاً من اهل الحي ...فتضاء المصابيح وتتعالى الأصوات في الأحياء ويجتمع الأهل على مائدة السحور.. أما اليوم وبالرغم من المبالغه في التحضير للشهر الكريم وإحداث طقوس جديده والإسراف في إعداد الطعام والشراب إلا أن هذا الشهر الكريم فقد الكثير من الروحانيات التي من اجلها فُرضَ فيه الصوم من تحمل لمشقة الصيام والإحساس بشعور الفقراء والمحتاجين ...حيث اصبح نهار الصائم ليل وليله نهار
وتحول شهر رمضان إلى مناسبه للعرض وتصوير الموائد
في الوقت الذي لا تجد فيه الكثير من الأسر ما يسد رمقهم لولا الايادي البيضاء التي تمتد لتلمس احتياجاتهم..أصبحت البيوت مغلقه على ساكنيها لا أحد يأبه لما يدور حوله أصبح المرء اسير لمحطات التلفزه يتنقل من محطه لأخرى وكأنه في ماراثون بلا خط نهايه ليشاهد أكبر عدد من المسلسلات والبرامج التي لا يصلح معظمها للمشاهده...ولا تتفق مع خصوصية وحرمة هذا الشهر الفضيل.

نيسان ـ نشر في 2021-04-16 الساعة 12:25


رأي: غادة السواعير

الكلمات الأكثر بحثاً