مشهد حقيقي

نيسان ـ الزمان : اليوم الساعة الثامنة والنصف مساء.
المكان : صويلح حي المهندسين.
سيارة هونداي اكس دي لون اسود، غطاء المحرك مغطى بالكامل بالشماغ الاحمر وعلى مقدمتها مرفوع علم فلسطين.
يجلس فيها شابان لم يتجاوزا العشرين من العمر احدهما يرتدي شماغا احمرا واخر يرتدي كوفية بيضاء مرقطة بالاسود بطريقة "العصبة" كأنما هم ذاهبون الى معركة.
بنفس الوقت يقف الى جانب السيارة شابان بنفس عمرهما احدهما يرتدي الكوفية البيضاء يقوم بمساعدة اخر في اصلاح عصبة شماغه الاحمر.
ما أن انتهوا من إصلاح وضعية الشماغ حتى ركبوا السياره وانطلقوا اربعتهم مطلقين اغنية لفلسطين والمقاومة لم اتمكن من فهمها بسبب شدة الصوت المنبعث من السيارة.
أعجبني المشهد لكني لم اتمكن من التقاط صورة لهم ولو سرقة لحلول الظلام.
هذا المشهد عميق جدا ، قرأته جيدا وأعتبره رسالة في كل الاتجاهات فحواها؛
نحن الجيل الجديد نكفر بكل ما يضيع كرامتنا وحقوقنا، نكفر بسايكس بيكو وحراسهما من قطريين ويساريين وبعثيين وشرقيين وغربيين وتائهين وصائدي فرص ضيعونا على مدار قرن من الزمان.
نرفض الخيانة والسياسة والزعامات المهترئة التي تقتات على كرامة الامة، نرفض كل خطابات الزعماء الزنانة الخادعة ، نحن من سيصنع كرامة لهذه الامة، ونعيد بوصلتها الى الاتجاه السليم.
اعتقد انه على ساسة الامة العربية ان يحسبوا الف حساب للجيل الجديد لانني اكاد اجزم انه جيل لن يمر عليه الكثير من الخداع والتدليس الذي مر على من قبله، ولن يقبل ان يقدس اصناما بشرية مهترئة ابدا واعتقد انه مقتنع ان من كان سبب خراب ودمار الامة لن يكون سببا في اصلاحها ولن تصلح الا بزواله.
إقراوا كل هذه المشاهد جيدا فنحن أمام جيل عروبي وحدوي نظيف وواعي لمصالح الامة ولا يؤمن بشيء أكثر من كرامة الامة ووحدتها وعلى رأس اولواتهم فلسطين.