اتصل بنا
 

العاصفة .. رسالة أم فعل مستمر ؟

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2015-04-22

نيسان ـ

بامتلاك العاصفة المبادأة وتوقيتها المباغت؛ شكّلت منذ اليوم الأول حالة من الصدمة لدى النظام الإيراني ومؤيديه.

ظهر ذلك جلياً في ردّات فعل أركان النظام الإيراني الذي بدا مرتبكا في خطابه مع السعودية التي قادت التحالف العشري، وفي استهجانها للموقف التركي الذي بدا حازما في تأييده للرسالة التي حملتها مضامين العاصفة رغم العلاقات الاقتصادية التي يميل ميزانها لصالح تركيا.
وفي باكستان رمت إيران بكل الملفات العالقة بين الجارين من قضايا تضّمنت التشابك المذهبي وإغراءات اقتصادية، إلا أن ذلك لم يثن الباكستانيين عن الإعلان بأن أمن المملكة خط أحمر.
يضاف إلى ما سبق التأييد والدعم الذي حظيت به السعودية من الغرب وعلى رأسه أمريكا، فيما لم يشفع للنظام الإيراني الموقف الروسي الذي تجلى عسكريا برفع الحظر عن صواريخ أس300، إضافة إلى ارتباك الموقف الروسي من قرار مجلس الأمن. تعقيدات المشهد السوري تثير خشية لدى الروس والإيرانيين بان يتوسع نطاق (العاصفة) ليشمل سوريا؛ ما حدا بالإيرانيين إلى المطالبة بحل سلمي، كما طلبت إيران تدخل الجزائر التي نقلت رسائل بين الطرفين لمنع الاحتكاك في باب المندب وهرمز.
دخول الجزائر كوسيط يعيد للذاكرة العربية (اتفاقية الجزائر) التي أبرمت في عام 1975 بين العراق ونظام الشاه التي نقضها (خميني)، منذ أن تسلم زمام الأمر في إيران، حيث تمثل ذلك في شعارات تصدير الثورة، وأن تحرير القدس يلي تحرير بغداد وما تلاها من تفجيرات وأعمال إرهابية في غير مدينة وجامعة عراقية (نفذ تلك الأعمال الإرهابية حزب الدعوة الذي يحكم عراق اليوم).
بدأ العدوان العسكري الإيراني في الرابع من أيلول 1980 على المخافر والقرى الحدودية في حين تأخر الرد العراقي إلى العشرين من أيلول بعد تقديم شكاوى الى الهيئات الدولية، واستمرت الحرب 8 سنوات، تجرع خميني (باعترافه) سم الهزيمة.
الخشية اليوم، حين توقف عاصفة الحزم في صفحتها العسكرية وتنتقل إلى صفحة (الأمل) أو إعادة بناء اليمن أن تظل إيران على ممارساتها القديمة في تهديد الأمن والسلم الاجتماعي في اليمن من خلال دعم عملائها وتذكي نيران حرب أهلية لا تنتهي حتى وإن أصبح اليمن يمنين لا سمح الله.
عرب الأحواز هتفوا واستبشروا خيرا في العاصفة، وأحيت لديهم آمالا طال انتظارها , الأحواز التي تبلغ مساحتها أكبر من مساحة بلاد الشام والتي تشكل 90% من الاقتصاد الإيراني والتي كان نداء أهلها على لسان الجبهة العربية لتحرير لأحواز في الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيسها (أسست في بغداد في 20 من نيسان 1980 ) الى كل العرب ان يمدوا لهم يد العون، وطالبت عاصفة الحزم بأن تكون سندا ورديفا لهم بحكم الأخوة العربية .
هذه الآمال رافقت أيضا الفصائل السورية التي أيدت العاصفة ومعها اللبنانيون الذين سئموا من طاؤوسية حسن نصرالله، وعيونهم تنتظر فجراً يودعون به التغول الإيراني.
أخيرا, حدّت العاصفة من قدرات عملاء إيران العسكرية وجلبتهم الى طاولة الحوار على أساس المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الأخير ويتضح أن هناك اتصالات إقليمية ودولية سبقت الإعلان عن وقف العاصفة.
السؤال الذي يبحث عن إجابة هو التالي: هل العاصفة رسالة أم فعل مستمر حتى يتم تقطيع كافة أذرع إيران في المنطقة العربية ؟.

نيسان ـ نشر في 2015-04-22

الكلمات الأكثر بحثاً