اتصل بنا
 

نريد تنسيقا أمنيا أوسع ..

نيسان ـ نشر في 2015-05-09 الساعة 02:18

x
نيسان ـ

في اليمن انهارت الأجهزة والمؤسسات، وتفتت الدولة، وصار الناس لا يأمنون ان يستمروا أحياء ليوم إضافي واحد، وانقسم الجيش بين مؤيد للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، والحوثيين من جهة، ومؤيد للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى. كل هذه الفوضى لكن أمرا واحدا ما زال يعمل في اليمن بطاقته وصحته الكاملة، ويتحرك في الأزقة الخلفية للمشهد بكل خفة واقتدار. إنه الجهاز الأمني اليمني.
صحيح ان الدوائر المختصة وحدها يمكن أن تعرف ماذا يعني عندما يقال (الجهاز الأمني اليمني)، غير ان كثيرين يرون كم ان الفاعلية كبيرة تلك التي ما زالت لهذا الجهاز، الذي بات جهازا بلا دولة.
في الأخبار وتحديدا في ساعات الفجر الأولى من يوم السبت ٩ / ٥ نقلت وكالة أنباء الاناضول التركية خبرا نقلا عن مصدر أمني يمني أن ثلاثة يعتقد انتماؤهم لتنظيم "القاعدة" قتلوا في غارة لطائرة من دون طيار في شبوة جنوبي.
تقرأ الخبر تفهم عناصره كلها باستثناء ان هناك ما تبقى لما يسمى (مصدر أمني يمني).
أليس عناصر الخبر هي:
١- مقتل ثلاثة من عناصر القاعدة (يفترض ان يكونوا من القيادات).
٢- طائرة من دون طيار. (يفترض ان تكون امريكية).
٣- مصدر أمني.
ونعلم ان في الحدث فاعل مخفي غير مذكور وهو الولايات المتحدة الأمريكية. هذا ما يكاد يعرفه الرأي العام العربي أجمع.
الشاهد هو: ما زال التنسيق الأمني بين شيء ما اسمه (أمن يمني) وواشنطن أدى فجر اليوم السبت الى مقتل ثلاثة من القاعدة.
من الواضح ان السي آي إيه يمكن ان تلعب بأي قاطع من قواطعها الا التنسيق الأمني هذا. وفي الحدث اليمني يشعر المرء ان (الأمن اليمني) والحالة اليمنية المنهارة اليوم، مجرد مكتب صغير لمصالح واشنطن في المنطقة.
حتى في سطوة زمن الربيع العربي وسلميته في (ساحات التغيير)، لم تتغير الحالة. في اليمن كان - كما اليوم - كل شيء معطل باستثناء التنسيق الأمني الذي ينتهي في العادة بطائرة من دون طيار تقصف جهة ما سيقال - على الدوام - انه (يعتقد ان المقصوفين هم عناصر من القاعدة).
هذا على أية حال شأن (التنسيق الأمني العربي مع العدو) فلسطين كشاهد حي قصة مماثلة.
في فلسطين، جميع القضايا يختلف عليها من القدس حتى امتيازات قادة السلطة الفلسطينية. لكن أمرا واحدا - مرة أخرى - لا يسمح الاختلاف فيه أو حوله؛ (التنسيق الأمني).
بهذا المعنى ولنجاعة وجدوى (التنسيق) وصرامة تطبيقاته، دعونا نطلب لكل شأن من شؤون حياتنا إدارة (للتنسيق مع الجهة المجهولة تلك) لعلها تعود حياتنا انسانية - كما البشر الآخرين.

نيسان ـ نشر في 2015-05-09 الساعة 02:18

الكلمات الأكثر بحثاً