اتصل بنا
 

هل دخلت أموال معمر القذافي خزنة البتراء؟

نيسان ـ نشر في 2015-05-12 الساعة 23:20

x
نيسان ـ

كتب ابراهيم قبيلات

هو مجرد سؤال نضعه على طاولة المسؤولين للبحث والتحري. هل دخلت أموال معمر القذافي خزنة البتراء؟ ما يقع الآن في مناطق الجنوب من أعمال تجارية تشي بالريبة بان هناك أمرا ما خطأ يقع.

فجأة ظهر في الجنوب أشخاص – أصبحوا تجارا للتو - كرسوا نشاطهم الغامض في شراء سيارات من مواطنين وبأسعار عالية، أغرت المسحوقين في تذوق طعم الثراء، ولو لوقت قصير. اليوم، الحال مختلف فالجميع يطوف حول معارض المركبات طمعاً في الثراء.

نحن لا نتحدث عن الجميع. فهناك عمليات بيع حقيقية وجادة تدخل ضمن إطار التجارة التي اعتاد عليها الاردنيون. لكن ليس هذا كل ما يجري.

في لواءي البتراء والشوبك فقر قضّ محافظ الناس منذ أمد بعيد.

فجأة، رأى البعض من أهالي المنطقة انه يمكن أن تمتلئ محافظهم ببعض الدنانير، وبشيء يسير من الجهد. فقط قرر الانخراط في مزاج شعبي بدأ يتسرب الى الناس هناك.

اليوم، بإمكانك بيع مركبتك بزيادة عن سعرها من 30- 50 %، لكن بشيك مؤجل لأربعة أشهر. هكذا، ظهر أكثر من شخص ينتهجون الأسلوب ذاته في إغراء المجتمع وليس فقط الفرد وجر رجله، فانسجم الناس، وباتوا جزءاً من عملية ضخمة لا أحد من الرسميين يمتلك تفسيراً لما يحدث.

جملة من الأسئلة لا يجيب عليها أحد حتى اللحظة، حتى أبناء الجنوب أنفسهم، كلها تريد النبش في أسباب وظروف تشكل مجموعة من الأشخاص حديثي العهد بالمال.

إذا أّمعن النظر فيما يجري، سيجد الناظر أشخاصا جاؤوا من مهن وأعمال مختلفة تماماً عن التجارة، لكنهم مدفوعون بحلم الثراء، وقد تجد آخر قرر أن يخلع (أفرهول) الحدادة أو النجارة والميكانيكي ويلتحق بركب الطامحين بالغنى السريع.

لا بل حتى النسوة انخراطن بسرطان حلم الثراء، هناك في الجنوب، حيث تخلى بعضهن عن ذهبهن بحثا عن الحلم أيضا.

هل ظهر أخيرا روبن هوود الجنوب؟

تتلخص طريقة البيع بعرض (السيارة) على التجار ليقوموا بتقييمها، وطبعاً من دون أن يبخس ثمنها.

في الشكل العام للمشهد تبدو الأمور بخير. مخمنون وفنيون، يعملون على قدم وساق لتسعير السيارة، في محافظة معان ووادي موسى و الشوبك، وبعد أن تثبت السلعة صلاحيتها فنياً، يعرض المشتري على البائع ثمنها الحقيقي + نسبة حوالي ٣٠٪ من سعرها، شريطة أن يكون الدفع بموجب شيك بعد ٤ أشهر من تاريخ البيع.

كل هذا مفهوم، لكن ما هو غير مفهوم أن يقوم مشتري المركبة بإعادة بيع ما اشترى بأقل من سعر السوق بحدود 30 % للحصول على (الكاش). تجاريا هذا يعني انه خسر 60% من نقود كان يمكن أن لا يخسرها. 30% عندما زاد في سعر المركبة يوم كان مشترياً، و30% عندما خفّض سعرها حين أصبح بائعا.

يروي جنوبي، أنه صار بإمكانه مشاهدة أنواع فاخرة من المركبات بقيت للأمس القريب حكراً على أبناء العاصمة عمان. ما يجري أن مركبات من عمان تحضر إلى الجنوب، ليجري بيعها هناك وفق المنظومة نفسها.

ما الذي يجري؟ الله وحده أعلم ثم أصحاب الشأن .. هنا يأتي دور الدولة، التي عليها أن لا تكون غافلة عما يجري. أليست تعلم كل شاردة وواردة في البلاد.

في سياق آخر ربما ليس متصلا وربما متصل.. يمكن أن نتذكر قصص البورصات الوهمية التي وقع بها أردنيون قبل سنوات، حين داعب الغنى مخيالهم؛ فباعوا ممتلكاتهم من أجل لحظة غنى.

رغبت صحيفة نيسان في معرفة المزيد فتواصلت مع شخص قدم نفسه بـأنه رجل أعمال سنكتفي بالإشارة إليه بالحرف "م". قال لنا انه ينشط في المنطقة. وقال أيضا:"الجميع يحضر إلينا للبيع".

- وماذا يبيعون؟

(م) - مركباتهم.

ما يدعو إلى الريبة هو ما كشفه الرجل من أن مصدر المال المتدفق إلى الجنوب من ليبيين، وتحديدا من أموال معمر القذافي.

يفترض أن يكون هناك ملايين الدنانير بين أيدي بعض الأشخاص، وربما ذهب أيضا، لكن هناك أيضاً من يصر على أن يصبح غنيا مهما كلفه الثمن، وهنا مكمن الخطر. فلا محتال من دون طماع.

نيسان ـ نشر في 2015-05-12 الساعة 23:20

الكلمات الأكثر بحثاً