اتصل بنا
 

ماذا وراء تسليح العشائر السنية في سوريا؟

نيسان ـ نشر في 2015-05-17 الساعة 12:35

x
نيسان ـ

يعد تسليح العشائر بمثابة النكوص خطوة للوراء في إطار التطور السياسي الطبيعي لدول الاقليم، لكنها خطوة إجبارية في سياق الحرب على الجماعات الدينية المتطرفة، ينظر لها كل طرف من أطراف الصراع انطلاقا من رؤيته للحلول المتوافقة مع المصالح والحسابات الخاصة.

من الواضح ومن خلال القراءة المتأنية للموقف الامريكي، أنه يضع خططا استراتيجة تراعي التطلعات الامريكية للشكل النهائي للمنطقة وعلى المدى البعيد.

بينما تؤيدها دول المنطقة وفق منظورات مختلفة، لكنها جميعا تتوجس خيفة من تمدد تنظيم الدولة الاسلامية، وما يمكن أن يتفرخ على شاكلته من تنظيمات في المستقبل.

فاليوم بات كل تجمع بشري في المنطقة، مفتوحة حساباته على ما يستجد من تطورات أمنية، هذه الحسابات التي لا أسهل من أن تتطور لتتمخض عن طريقة ما للدفاع عن النفس ضمن المتاح من امكانيات.

ولأن الموضوع أصعب من أن تخوض فيه الجيوش للسيطرة، ضمن أشكال السيادة المتعارف عليها، تفتقت الذهنية الأمريكية المسكونة بإدارة الصراعات، عن استخدام ذات الادوات ضد عدوها الأول، التنظيمات المتطرفة.

خصوصا أن الكل أبدى ارتياحه بداية من ظهور داعش رغم معاداته المعلنة لها. بالنسبة للحلف الأمريكي فإن داعش عملت على كسر القوس الشيعي، في حين شكلت طوق نجاة للنظام السوري وحلفائه في مواجهة الثورات الشعبية.

العشائر تسعى لحماية مصالحها الخاصة جداً وليست معنية أصلا بالإيدولوجيا أو الحسابات السياسية على مستوى الاقليم، ومثالا على ذلك قبيلة شمر، وهي قبيلة تمتد في عدد كبير من الدول العربية من ضمنها المنطقة الواقعة بين سوريا والعراق، فهي هناك تهادن داعش والنظام السوري والعراقي وايران والعشائر السنية في ذات الوقت الذي هم يتفاوضون فيه مع الامريكان ودول الخليج لضمان أمن وسلامة أفراد القبيلة التي يزيد تعدادها عن 7 مليون نسمة.

والأردن ينظر بعين الرضا لتسليح هذه القبائل التي بدورها تنتظر تزويده بالسلاح لحماية مصالحها الخاصة، وتأتي هذه ضمن سياقات الحل في سوريا وبالرؤية الأمريكية، الذي يعتمد على إنشاء الحواجز الديمغرافية التي تحد من تمدد داعش أو أي تنظيم شيعي بديل في المنطقة.

نيسان ـ نشر في 2015-05-17 الساعة 12:35

الكلمات الأكثر بحثاً