اتصل بنا
 

تعيين (حماد) نموذجا .. صحف فاقدة للذاكرة وإعلام يقلد حتى في الأخطاء المطبعية

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2015-05-20 الساعة 13:16

نيسان ـ

ليلة البارحة ومع تعيين سلامة حماد وزيراً للداخلية ثبت أن وسائل الإعلام الأردنية تفتقد للذاكرة، وباتت تعتمد كليا على محرك البحث "google" في بناء وصناعة أخبارها.

الصحف اليومية وفور إعلان الخبر عبر التلفزيون الرسمي - وهو ليس أحسن حالاً منها - لم تنشر سوى الخبر العاجل المقتضب الذي بُثَ في نشرة أخبار الثامنة، وسيرة ذاتية للرجل كانت موجودة على أحد المواقع الرسمية لا تخلو من الأخطاء.

عند الاستنجاد بمحرك البحث غوغل، وقعت وسائل إعلامنا في ورطة، كون الوزير من جيل ورجالات ما قبل الانترنت، لا تجد عنه غير السيرة الذاتية نفسها التي نسختها الصحف اليومية كافة، بأخطائها، إلى جانب فيديو قديم أنتج في مطلع التسعينيات" للمثل هشام يانس، يقلد فيه وزير الداخلية، الذي كان آنذاك سلامة حماد، وآخر عن الوزير متحدثاً في خيمة احتجاج ضد النووي، مضافاً الى ذلك خبر في بعض المواقع الاليكترونية يحكي عن تصدي سلامة حماد في بيت عزاء لجنرال سابق كان ينتقد أداء الحكومة والمسؤولين، ولقاء صحفي يشرح موقفه من التجنيس.

لم تكتب صحفنا الكبرى، الغراء، عن الرجل ومواقفه من الديمقراطية والاحزاب والانتخابات، لأن الذاكرة وغوغل لم يسعفاها، ولم تغطِ بالتحليل الأبعاد السياسية لتعيينه، ربما لنقص في الكوادر والكفاءات، رغم أنها محشوة بالموظفين.

لعل هذا يفسر جانباً من الجوانب مما تمر به وسائل إعلامنا من أزمة، ويؤشر بوضوح إلى عمق المشكلة وأنها لا تختصر على كونها ورقية وأن إيرادات مبيعات الصحف قليلة ولا تشكل مردوداً يعول عليه، بل بين أن ما تمر به صحفنا من أزمات يتعلق -في أحد جوانبه- بأنها لم تعد المصدر الجدي للخبر لدى القارئ والمتابع الأردني، ولم تعد محل ثقته رغم شبه احتكارها لمصادر الأخبار الرسمية.

هي صحف من لون واحد، تردد ما تقوله الجهات الرسمية، وليس بينها من فروق سوى "الفذلكة" في تقديم الأخبار الرسمية وتكبيرها مقابل تأخير بعضها الآخر وتصغيره.

طبعا، وكما قلنا، تمتلك هذه الصحف جيوشاً جرارة من الموظفين، في حين أن جريدة مثل القدس العربي لم يزد عدد موظفيها عن 25 موظفا، ولعل هذا ما يثقل كاهل صحفنا، ويتسبب بما تمر به من أزمات، وإذا دققنا بالطريقة التي كانت تتم بها التعيينات، يتضح لنا أنه كانت هناك خطة مدبرة لإبقاء هذه الصحف ضعيفة وتحت الحاجة الدائمة للإنقاذ، كي لا تكون قوية وتتمتع بالاستقلالية التي ربما تجلب المتاعب لبعض الجهات، طبعا إضافة للقوانين غير المكتوبة التي تسيرها وتنظم عملها.

مهم أن نتذكر هنا، أن الصحافة القوية هي صحافة حرة بالضرورة، والعكس بالعكس صحيح.

نيسان ـ نشر في 2015-05-20 الساعة 13:16

الكلمات الأكثر بحثاً