اتصل بنا
 

التقط باسم عوض الله الصورة في دافوس ثم طار للرياض فبدأت (الربابة)

نيسان ـ نشر في 2015-05-26 الساعة 23:38

x
نيسان ـ

كتب المحرر السياسي

(باسم عوض الله أجا وباسم عوض الله راح.. وباسم عوض الله هنا وباسم عوض الله هناك ..) أليس هذا اسخن حديث صالوناتنا اليوم، وكأن البعض يريد أن يعثر له عن شماعة يضع عليها ما يشاء من مواقفه، طالما استطاع.

نقول ذلك ولا شيء في بلادنا يسير على ما يرام. سواء خارج الحدود أو داخله. نعم حضر باسم عوض الله بقوة في المنتدى الاقتصادي العالم، وإن يكن. ونعم أيضا أراد وأراد آخرون أن يلتقط له الصور مع رئيس الوزراء مبتسمين هاشين لبعضهما البعض.

لم تمض ساعات حتى أعلنت وكالة الأنباء السعودية أن (دولة السيد باسم عوض الله .. ) طار إليها فجُنَ جنون خصومه، الذين يتهموه بأنه ليبرالي اقتصاديا، وأنه أفسد البلاد بهذه السياسية بفلسفة عدم التدخل في الاقتصاد والسوق الحر ومعارضة تدخل الدولة في السوق ودعم أكبر ما يمكن من التجارة الحرة والتنافس، وهو ما خلق أزمة ضخمة للناس.وصلت الرسالة، فبدأت (الربابة) في نغمة واحدة مملة لا تكاد تسكت.

يتقن بعضنا، صناعة شماعات ليضع عليها ما يريد من انتقاداته. يدرك هذا البعض ويدرك من حولهم عجزهم عن انتقاد شخصيات سياسية كثيرة قادت الدوار الرابع وأثرت على البلاد والعباد، لكنه حين يريد فتح فمه، ينظر الى من يعتقد انه قادر على انتقادهم.

ناصر جودة نموذج حي لهذه الشماعات. نختلف بقسوة مع الرجل، لكنه من فئة باسم عوض الله المستهدفين في (الطخ المجاني السهل) ليس لأنهم يستحقون ذلك سياسيا، بل لان البعض قادر عليهم فقط. من دون أن يعني ذلك أن الشخصيتين السياسيتين ليستا من طراز سياسي مهم في البلد. هما من السياسيين لو كانا في بلد ديمقراطي حقيقي لبقي لهما الشأن ذاته، نظرا لما يتمتعان به من ذكاء سياسي مهم. هنا مرة أخرى نحن لا نكيل المدائح للرجلين، لكنا نطالب بتقسيم الانتقاد على الأقل لكل مستحقيه.

لنعد الى قصة رحلة باسم عوض الله الى الرياض. إن القول إن باسم عوض الله لا يحمل أية صفة رسمية حتى يرسله الملك في مهمة أمر في غاية الغرابة. فرأس الدولة بيده الأمر يضعه أينما شاء. ثم ما علاقة باسم عوض الله في الرسالة المحمولة. لقد هاجم كثيرون الرجل وكأنه من كتب ما حمل. أنه مجرد رسول، فلماذا كل هذا الحنق.

منذ دهر والبعض يريد أن يحشر باسم عوض الله في كل مشكلة تقع فيها المملكة. بل إنهم حملوه ما لا يكاد يحمل من أعباء سياسة اقتصادية لم يستطع حتى أن يكملها، فمضى الرجل وبقي الأمر على حاله. لكن على حاله أيضا بقي انتقاد باسم عوض الله.

ماذا لو حمل الرسالة الى المملكة العربية السعودية فلان الفلاني؟ هل اختلف الأمر؟ أما القول بعودته الى الواجهة، فهو يعود دائما حتى وإن لم تلتقط الكاميرات صوره.

لقد هزنا كثيرا احتفاء الصحافة السعودية بباسم عوض الله. وسواء احتفت به السعودية أم لم تحتف كنا سنجد دائما ما نقوله عن الرجل.

دعونا نقول التالي: السياسة الاقتصادية الأردنية تسير في درب مقدّر لها سواء وضعنا أمام الكاميرا باسم عوض الله أو أي شخص آخر. ثم من قال إنها سياسة مفهومة ليضيع وقتنا المتنطعون أصحاب مصطلحات الكمبرادورية، التي تشعر أن أصحابها (مثقفين جدا) و (بيفهموا) أولئك الذين كل مراميهم النيل الشخصي من هذا وذاك.

نيسان ـ نشر في 2015-05-26 الساعة 23:38

الكلمات الأكثر بحثاً