اتصل بنا
 

الذنيبات يهرع وأمامه مجموعة من الدرك والأمن العام لتسلم مفاتيح المركز.. من يحتمل هذا المشهد؟

نيسان ـ نشر في 2015-05-28 الساعة 17:25

x
نيسان ـ

بينما كان الجميع ينتظر انسجاما أردنيا بصفة المملكة عضوا في التحالف السعودي الإماراتي المصري الذي ختم في سجلاته بأن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، لم يفعل الأردن الرسمي شيئا.

اليوم ونحن نرى هرولة المشتاق لمشهد المملكة العربية السعودية وتركيا "المتهمة بكونها إخوانية الهوى"، ومؤشرات سعودية على وضع قرار أن "الإخوان جماعة إرهابية" وراء ظهرها، يبدو الأردن الرسمي منساقا بطريقة غامضة نحو الصدام مع جماعة لا تريد الصدام.

هذا بالضرورة يفرض مجموعة من الأسئلة:

هل المملكة حقا حليفة للسعودية؟ وماذا نعني بقولنا "حليفة"، وهل الأردن الرسمي أقرب إلى عاصمة السيسي المغبرة والغامضة اليوم منه الى العاصمة السعودية؟ هل هناك حلف غير معلن بين عمان وجهات ما، تريد الصدام مع جماعة الإخوان المسلمين في الأردن؟ أم أن لدى عمان معلومات أكثر تتعاطى معها، وفق ذات النهج الذي اعتدناه منها طوال عقود، لكنها تخفي ما لديها من أسرار؟

كشفت الحكومة قبل يومين من العطلة – أي الخميس - عن قرار يدرك الإخوان معناه جيدا. مشهد عبدالمجيد الذنيبات وهو يهرع، وفي وجهه الكثير من علامات النشوة، وأمامه مجموعة من الدرك والأمن العام لتسلم مفاتيح المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين، هو المشهد المتوقع. فمن يحتمله؟

نريد التذكير بالتوتر الذي وقع قبل اشهر عندما اشاعت الحكومة ان الذنيبات سيقوم في الساعة الرابعة من عصر احد ايام الخميس باقتحام المركز العام للجماعة، وكيف استنفرت كوادر الاخوان لحمايته. نعلم ان لا أحد قادر على الوقوف امام ما تريده الدولة. وان الذنيبات عندما يسيطر على المركز ستحدث اعتقالات ثم يفرج عنها لاحقا، ليطوى ملف من جماعة الاخوان المسلمين عمره 70 عاما. انها المقامرة بحق، على ان الذنيبات يبدو انه سينام سياسيا اليوم – في الحقيقة نام سابقا على سرير أخبره أن كل الأمور ستسير على ما يرام، وهو يرى نفسه ينكّل سياسيا بمن باتوا "أعداءه المسلمين" إخوانه سابقا.

لكن الغريب ليس كل هذا، بل في تصريح للذنيبات وهو يقول: لن يبقى أي كادر في الجماعة يرفض خطوة نقل أملاك الاخوان إلى الجمعية – وهي الحلقة الأحدث في مسلسل الصراع الرسمي مع جماعة الإخوان المسلمين.

الذنيبات يدرك أن التنظيمات لا تسير بهذا المنطق. ثم من قال إن كوادر الإخوان معه ليقول لها ما يريد؟

ماذا يريد الرسمي ليفعل كل ما يفعله بالاخوان؟ ربما لديه المعلومات الكافية التي دفعته لاتخاذ هذا القرار. لكن وجهة النظر المراقبة للمشهد العربي قبل الأردني تقول: إن عالما متغيرا ملتبسا لا يستقر على ثابت، من الخطيئة أن نحول فيه فئة منا الى جماعة، على الأقل، سترفض حتى أن ترمي لك طوق النجاة إذا ما رأتك تغرق يوما ما في المستقبل، وكم رمته سابقا.

نيسان ـ نشر في 2015-05-28 الساعة 17:25

الكلمات الأكثر بحثاً