اتصل بنا
 

(الفيفا) والرجوب .. السلطة خانت الفلسطينيين أولا

نيسان ـ نشر في 2015-05-30 الساعة 14:53

x
نيسان ـ

ابراهيم قبيلات

كشف ما حدث في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم، "الفيفا" عن خيانة السلطة الفلسطينية للقضية أولاً وللشعبين؛ الأردني والفلسطينيين ثانياً.

العنوان وموضوع المادة المقصود منهما هو الوقوف على ما فعله جبريل الرجوب الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي، ورئيس الاتحاد الفلسطيني، ممثل السلطة الفلسطينية عندما صوت لصالح جوزيف بلاتير، خاذلا بذلك الأردن أولا والامير علي ثانيا.

لكن، إذا اقتصرنا الحديث لهذه الزاوية سنكون ارتكبنا ذات الخيانة التي ارتكبتها السلطة الفلسطينية امس بخذلانها الامير والشعب الأردني.

إن السلطة الفلسطينية التي طالبت باعتبار غزة قطاعا متمردا لتمهد الطريق لاسرائيل للعدوان عليه، وفعلت ما لا يغتفر خلال العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة، هي ذات السلطة التي قررت امس أن تفعل امرين: أن تخون الفلسطينيين بسحبها طلب طرد إسرائيل من الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، وعدم التصويت لصالح الامير الجميل.

على صعيد الفيفا ندرك كيف تدار الأمور، وكيف تنفق المليارات من أجل قيادة دفة "الرياضة" العالمية، لكن ما لا نتفهمه أن يمارس أحدهم عهره في بيت للبغاء فيدفع فريق من المصلين فاتورة عهره.

أن يتجرأ رئيس السلطة الفلسطينية ويطلب من رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب سحب طلب تجميد عضوية إسرائيل من "الفيفا" هكذا علناً، فهذا يعني أن قراراً رسمياً فلسطينياً اتخذ بمواصلة خيانة فلسطين أولا.

نريد قبل المضي أن نتذكر أن السلطة الفلسطينية حليفة الحكومة الأردنية، أما الأخيرة فتلك على علاقة سيئة للغاية مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي هي (عدوة) السلطة الفلسطينية.

نعم عدوة.. لِمَ نحاول تجميل الأمور. وإن هزّ البعض رأسه رافضا عليه بزيارة معتقلات الأمن الوقائي الفلسطيني، ومقارنتها بسجون الاحتلال. إن السلطة الفلسطينية وكيلة للمغتصب مهمتها الفتك بالشعب الفلسطيني.

أكثر من ذلك، نقول إن ما قيل صحيح حول وصول العلاقة السيئة التي تعاني منها الحكومة الأردنية بالسلطة البائسة حداً تجرات عبرها السلطة على ما فعلت في الفيفا. فهل هذا مرده كما اشار اليه رئيس الوزراء عبدالله النسور قبل أيام، حين تحدث عن وجود مفاوضات لأوسلو ثالثة أو رابعة أو خامسة بين الفلسطينيين واسرائيل وانها ستكون على حساب فلسطين والاردن معا؟

هنا نحن نتحدث عن أصل الحكاية. لكن لا بأس أن نتدخل بشيء من التفاصيل.

قرار تصويت الاتحاد الفلسطيني لصالح السويسري جوزيف بلاتر، أمر جرى تضخيمه وكأن "خسارة" الأمير علي بن الحسين لصوت الرجوب هي من قلب المعادلة، في تغييب واضح لتوجهات بقية الأصوات الـ(208)، وهو ما يخالف أبجديات الديمقراطية.

نرفض سلوك الرجوب المشين والمعيب، لكن من قال إن الرجوب الذي عمل فترة طويلة امنيا عتيقا في السلطة يفعل بالمواطنين الفلسطينيين أقل مما قام به في الفيفا.

ببساطة نحن ندرك أن ما قام به لا ينفصل بحال من الأحوال عن توجه السلطة وتخاذلها وانصياعها للعدو المحتل، إلى جانب تفتيت القضية ليسهل ابتلاعها.

نحن هنا لا نتحدث عن معيار الأفضلية أو من الأحق، فهذا مرتبط بمأسسة العمل الانتخابي وبحجم الانجازات والإمكانيات الرياضية، وهو معروف للجميع ولا داعي لذكره، لكن من المهم القول إن ما حدث أمس كشف للمواطن الأردني العادي كم أن شقيقه الفلسطيني يعاني من وكلاء الاحتلال.

هنا أيضا يمكن الإشارة الى أن يوم أمس ظهر كيف تدار الامور في بلد مثل سويسرا وأنها لا تبتعد كثيراً عن أي مدينة من دول العالم الثالث، فساد وشراء ذمم وتحايل و"حرمنة" وكل ذلك تحت غطاء الديمقراطية.

مؤسف ومعيب أن تختار الديمقراطية ديكتاتورا لإدارة شؤون الاتحاد الدولي الذي تلطخت سمعته بالفضائح والرشاوى وغسل الأموال، لكنها صناديق الاقتراع.

في النهاية علينا أن نمايز بين توجهات القادة العرب وبين مزاج الشعوب؛ حفاظاً على لحمتنا ونسيجنا الوطني. من قال ان (رجلاً) استمرأ خيانة بلده واستثمر في دم الشهداء يمثل أبناء الشعب الفلسطيني سواء كان هناك أم هنا؟ هؤلاء أصغر بكثير.

ما حدث أمس يؤشر بوضوح وعبر بوابة الرياضة كيف تباع الأوطان وبأبخس الأثمان.

نيسان ـ نشر في 2015-05-30 الساعة 14:53

الكلمات الأكثر بحثاً