اتصل بنا
 

التربية تقع في (فخ الفتية) فكيف ستنجو من (ضباع التوجيهي)

نيسان ـ نشر في 2015-06-06 الساعة 23:24

x
نيسان ـ

كتب محرر الشؤون المحلية

بعد أن هدأ روع الشارع الأردني وشعر بالأمان تجاه مستقبل أبنائه حيال امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي" التي انحدر مستواها الى حد وصل صيتها السيئ الى أطراف الدنيا، وبعد أن نجحت وزارة التربية والتعليم بقيادة الوزير محمد الذنيبات بضبط العملية برمتها، وإعادة هيبة "التوجيهي" الى ما كان عليه سابقا، وقعت الوزارة في فخ امتحانات السادس والتاسع الأساسيين.

يمكن قراءة أبعاد ما جرى على أكثر من صعيد، الأول: حين سلم الأردنيون بأن عملية الامتحانات اليوم بأمان، وفي أيد أمينة وتعرف تماما ما تريد. لكن ما ظهر لاحقا هو أن الوزارة "آخر من يعلم"، وأنها عندما قررت المضي في اختبارات رصد المستوى التعليمي لأبنائنا لم تفعل شيئا سوى تصريحات صحافية حول مواعيد الاختبارات، ثم جاءت كل الخطوات اللاحقة لتظهر أن سياسة الوزارة بنيت على (إنما الأعمال بالنيات).

عجز واضح رافقه تراشق في الاتهامات لجهات غير مسؤولة عن الكوارث والعيوب التي رافقت امتحانات الفتية الصغار.

معيب ما جرى. وأكثر عيبا أن لا تعترف وزارة التربية بفشلها، وعجزها وأنها لم تكن تدري ما يجب فعله، لتلقي باللائمة لاحقا على المعلمين، ونقابتهم.

أن يتباهى طالب في الصف السادس الأساسي بأنه تقصد الخطأ في إجابته عن سؤالين أو أكثر رغم معرفته المسبقة بالإجابة؛ لئلا يعرف بأنه مطلع مسبقا على الأسئلة والإجابات، فهذه كارثة تعليمية. لكن الأكبر منها المصيبة التربوية.

نحن بالرصاص الحي نعلم الفتية كيف "يغشون" في امتحاناتهم، ثم يسمعون من المحيط المجتمعي بأنهم (مهرة) في تخطي العقبات التي يواجهونها. وهذا يعني أننا أمام مشكلة مجتمعية ثقافية عامة، أبعد من الوزارة نفسها.

المرعب هو أن تجربة اختبارات الأساسي وجبة أولى سيلحقها بعد أيام امتحانات "ضباع" الثانوية العامة. جزء من المجتمع شارك في (غش) الصغار. حتماً لن يكون ملائكيا عندما يأتي امتحان بحجم التوجيهي. وهو ما يعني أن الوزارة وضعت نفسها في الفخ.

نيسان ـ نشر في 2015-06-06 الساعة 23:24

الكلمات الأكثر بحثاً