اتصل بنا
 

طارق عزيز..نخلة دجلة الواقفة

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2015-06-07 الساعة 22:47

نيسان ـ

هؤلاء الذين يقفون على بوابات التاريخ مشاعل ومنارات ليس من السهل التورط في الكتابة عنهم؛ هذه الكيمياء المركبة من الحب المنتمي للعروبة للحاملين همها، المؤمنون بمصيرها العاملون بإصرار على تحقيق تطلعاتها مهما غلت وعلت التضحيات.

هؤلاء المسكونون بالتاريخ قدر اشتياقهم لإحداث غدها المشرق، الذين ما اهتزت مبادئهم ولا خانتهم قيم الرجولة، الذين لم يخالجهم الشك لحظة أن هذه الأمة ما فقدت عناصر النصر فيها، هؤلاء ما زال يتساءل الشعراء ومعهم مفكرون وسياسيون: من أي مبهمة قدت أعصاب هؤلاء الرجال ؟.

الحالة الإيمانية التي تسكن صدام حسين ورفاقه لم تتكرر في تاريخ الأمة إلا قبل 1400 سنة. هذا ما قاله أستاذ التاريخ في جامعة بغداد والحاصل على وسام المؤرخ العربي وهو من أصل سوري في معرض حديثه عن الحصار الجائر الذي شارك فيه الأجنبي وبعض من الجار والأهل.

تفجير الجامعة المستنصرية في مطلع 1980 وقبل بدء الحرب العدوانية الإيرانية على العراق؛ الذي قام به حزب الدعوة مستهدفا حياة طارق عزيز لم يكن سوى وساما على كتف الرجل ولأن من يستهدف عزيز العراق فإنه يستهدف كل العراق قال صدام حسين حينها: والله لن يذهب دم المستنصرية سدى.

سيجار طارق عزيز الذي تعود أن يشعله ب(شخاط) دجله هي حركة مقصودة في غير موقف وتشبه الى حد بعيد عصابة أبو دجانة في أحد مختالا بسيفه وهو فعل غير مستنكر في مواطن اللقاء مع الأعداء وكان ندا لجيمس بيكر وزير خارجية أعظم امبراطورية للشر في العصر الحديث وهو يدرك حقيقة النوايا الامريكية وما تضمره للعراق والمنطقة.

ليس كل من لبس العقال (رجال) كما نقول في أمثالنا العامية؛ طارق عزيز ظهر في محكمة الاحتلال (المهزلة) على الصورة التي شاهدها العالم في التلفزة مرتديا (بيجاما)، وقد هدّ جسده المرض، ولكنه كان أسدا هصورا وطالب بمحاكمة الخونة والعملاء وطرد المحتل الأجنبي.

طارق حنا عزيز شاهد على ان هذه الأمة واحدة بكل مكوناتها ليس فيها أقليات ولسنا شيعا و طوائف, أدرك هو ورفاقه مبكرا أن هناك خطرين حقيقيين يهددان الأمة ووجودهما أولهما؛ القادم من الغرب، الصهيونية العالمية والغرب المتصهين. والخطر الثاني قادم من الشرق؛ الريح الشعوبية الصفراء التي بشر بها خميني

وها نحن اليوم ندفع ثمنا قاسيا حين خذل البعض منا العراق في حربه مع إيران وشاركنا في حرب الحصار ثلاثة عشر عاما (وهو أشد أشكال الحروب فتكا) ثم كنا الرديف للغرب ولإيران في احتلاله.

طارق حنا عزيز مثلما كنت في حياتك تدعو الامة الى الوحدة والحرية؛ فإن استشهادك يوحدنا ويدعونا لنبذ الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة.

نيسان ـ نشر في 2015-06-07 الساعة 22:47

الكلمات الأكثر بحثاً