اتصل بنا
 

نجح الطلاب وسقطت التربية

نيسان ـ نشر في 2015-06-08 الساعة 22:07

نيسان ـ

ما بين التعنّت بالرأي والطمع بالعطاء والتعطّش للتشهير وسوء الإدارة وتأجير الضمير ضاعت هيبتنا ورسبت ضمائرنا في اختبار لا يشكل أهمية بالغة ولا يعتبر مفصليا في أي منعطف من منعطفات أبنائنا الطلبة، ولكنه شكّل نكسة لمريض ظننا أنه بات يتعافى في أيامه الأخيرة وإذ به يترنّح من جديد.

سهم مسموم صُوبَ من قوس أحدهم والكل يترقب من سيقع صريعا ولم نكن نعلم أنه سيصيبنا في أخطر ركن من أركان الجسد التربوي وهو ركن الثقة. نعم، كلنا أخطأنا وكلنا عجزنا عن تدارك الموقف على مدار خمسة أيام، ونحن نرى الخطأ يفترس ابناءنا ولم نحرك ساكناً.

بادرنا إلى تبادل التهم والتفنن في طرحها ولم نبادر إلى تقديم حل جذري يتناسب وحجم الضرر سيما وان الضحايا هم أبناؤنا والقاتل نحن، فبدل أن نسعفهم بادرنا إلى الصراخ والعويل عند رؤوسهم حتى التقطوا آخر أنفاسهم وقلنا لم يكن بالإمكان أفضل مما كان.

في الامتحان نجح الطلبة ورسبنا نحن، وكأنه لم يكن للطلبة، بل لنا ليقيس مدى الانسجام والالتزام والإيمان بمبادئ العلم والإدارة والتربية.

ولكي لا أكون منظّراً فقط سأطرح حلاً مقترحاً وهو عدم اعتماد نتائج تلك الامتحانات غير الواقعية، والاكتفاء بالاستئناس بها واعتماد علامة الطالب في الاختبارات الثلاثة السابقة، فهي أقرب للدقة.

علينا العمل على تجاوز الأخطاء التي مررنا بها في هذا الامتحان ومعالجتها، كأن تغلّف الأسئلة لاحقاً بمغلفات خاصة تمنع العبث لكل من تسول له نفسه، إلى جانب تسليم الأسئلة لمدراء المدارس قبل الامتحان، وليس دفعة واحدة كما حصل هذه المرة؛ حتى لا يشملنا قول الشاعر ..

من غصَّ داوَى بِشُربِ المّآء غُصَّتَهُ فكيف يصنعُ من قد غُصّ بالماءِ .

نيسان ـ نشر في 2015-06-08 الساعة 22:07

الكلمات الأكثر بحثاً