اتصل بنا
 

عمليات جراحية عن بعد.. مستقبل قطاعنا الطبي في خطر

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-03-08 الساعة 13:53

عمليات جراحية عن بعد.. مستقبل قطاعنا
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..المعلومات التي أفصحت عنها حملة ذبحتونا وهي تكشف آثار انعكاسات التعلم عن بعد على الكليات الطبية صاعقة ومخيفة.
الملخص الذي يمكن الانتهاء إليه هو أنه في زمن جائحة كورونا، ما نقوم به هو أننا نطبخ الفشل في قِدر قطاعنا الطبي.
تعالوا نلخص بعض التفاصيل: تقول ذبحتونا إن هناك ارتفاعا كبيرا في معدلات الطلبة ونسب النجاح تقارب الـ100% ، وأن بعض محاضرات "عن بعد" يحضرها 70-80 طالبا وطالبة من أصل 1000 طالب، أما عن مختبرات التشريح والفسيولوجي والأحياء الدقيقة فيتم تدريسها عن بعد، والأخطر ان المحاضر الجامعي لا يعرف من يقدم الامتحان ومن قام بالإجابة عن الأسئلة.
بحسب الحملة فإن الكليات الطبية عجزت عن تحقيق حد أدنى من سد الفجوة الناجمة عن غياب التعليم الوجاهي، وأنه على الرغم من انقضاء ما يقارب العام على تجربة التعلم عن بعد، إلا أن أساليب التدريس وآليات عقد الامتحانات لم يطرأ عليها أي تطوير ملحوظ، وغابت الخطط المهنجية بشكل شبه تام عن معظم الكليات الطبية في الجامعات الست.
نحن نتحدث عن مستقبل القطاع الطبي في المملكة. فما بالنا يا قوم؟ إن ما نخشاه من الفايروس نقوم به في غيره، وهذا أمر يفتقر الى الذكاء وسيدعو احفادنا الى الضحك علينا حتى يقعوا على ظهورهم.
تحصنّا من الفايروس خشية من الفوضى الاقتصادية والصحية والاجتماعية والسياسية التي (قد) يعبث بها الفايروس وبنا، لكنا تركنا أبوابنا ونوافذنا مشرعة لكل فايروس آخر؛ اقتصادي وأكاديمي وتعليمي ليدخل إلينا بهدوء ودون مقاومة.
لا بل أكثر من ذلك، ونحن نعبّر عن خشيتنا من كورونا، تكاد الامراض المستعصية الأخرى تفتك بنا، وكأن هدفنا فقط مكافحة فايروس كورونا وليس ما قد يفعله كورونا بنا.
لقد نسينا هدف معركتنا فصارت كورونا تحديدا هي الهدف، ورغم أننا حتى في هذه نفشل، فتحنا على أنفسنا أبوابا لا نريد منها ان تكون أبواب الجحيم.
إن صح ما كشفت عنه حملة ذبحتونا حول الكليات الطبية في الجامعات الأردنية، فإن ما يجري يجب ان يجعلنا نشعر بالخجل من أنفسنا، إلا إذا كان المقصود أن طالب الطب وبعد أن يصبح طبيبا سيجري عملياته الجراحية على مرضاه عن بعد أو افتراضيا.
نحن لا نتحدث عن علوم يمكن تلقيها عن بعد من دون أي خسائر، بل عن علوم تطبيقية – والكارثة انها طبية في زمن كورونا – من شروط نجاح طلبتنا فيها ان تكون وجاهية جدا.
يمكن فهم ان تكون محاضرة عن بعد يشرح فيها أستاذ جامعي معادلة رياضية ويتفاعل فيها مع طلبته فردا فردا، لكن ان يكون العلم المطروح هنا هو الطب والجراحة؟! فكيف يمكن استيعاب التعليم عن بعد هنا!
المسألة هنا تشبه تدريبات لاعبي السباحة على مهارات السباحة "عن بعد"، تخيلوا المهارة التي سيتلقاها المتدرب في غرفته كسبّاح، يكتفي بان يشرح لأستاذه عن بعد ما الذي يتوجب عليه فعله وهو في المسبح. هل يمكن ان نطلق على هذا الطالب وصف "سبّاح"؟ وطالب الطب أخطر شأنا.

نيسان ـ نشر في 2021-03-08 الساعة 13:53


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً