اتصل بنا
 

جسر الكرامة حين تتحوّل العودة إلى الوطن إلى سباق إلكتروني.

نيسان ـ نشر في 2025-07-13 الساعة 15:47

نيسان ـ لم نعد نحتاج إلى تصريح من الاحتلال لعبور جسر الكرامة
صرنا نحتاج إلى شيء أخطر:
حظ خارق وإنترنت سريع وأصابع تضغط على "تحديث الصفحة كأنها تقرأ الفاتحة على كرامتنا.
فقد تحوّل "الحجز الإلكتروني الذي أطلقته شركة جت بالتنسيق مع وزارة الداخلية من مشروع لتسهيل السفر إلى مشروع لعرقلة المسافرين، إذ بات كثير من العائدين من الأردن إلى الضفة يُمنَعون من العبور ليس لأنهم إرهابيون أو ممنوعون أمنيًا… بل لأنهم فشلوا في اجتياز اختبار المنصة الذكية.
أن تفشل في الحجز يعني أن تقيم في فندق لم تكن تخطط له
أن تفقد امتحانًا أو موعدًا طبيًا أو جنازة لقريب،
أن تدفع 50 دينارًا لتذكرة ثمنها 7 دنانير
ثم يقال لك: "احجز من المنصة نحن لا نتعامل مع السوق السوداء."
ولكن السوق السوداء تتغذّى من المنصة نفسها.
فالذين يبيعون التذاكر بأضعاف سعرها
هم أشباحٌ يعرفون متى تُفتح المنصة،
ومتى تُغلق…
ومتى تنهار كرامتنا.
الأزمة هنا ليست في التكنولوجيا، بل في غياب العدالة.
الأزمة في أن الجسر الوحيد لفلسطين أصبح مغلقًا في وجه من لا يملك سرعة الإنترنت
أو من لا يملك واسطة رقمية أو من لم يتعلّم كيف يتحايل على المنصة.
الجسر الذي سُمي باسم الكرامة
صار كأنّه يُدار من قراصنة برمجيات لا من دولة.
وصار المواطن الغريب في وطنه
يطارد رمز تحقق بدلاً من أن يطارد حلم الرجوع.
أطالب – كواحد من ملايين الفلسطينيين والمواطنين الذين خبروا معنى المنفى والانتظار – أن يُعاد النظر في هذه الآلية المهينة
أن يُربط الحجز بجواز السفر مباشرة، لا بحظّ الطوابير الإلكترونية
وأن يتم فتح باب الحجز اليومي العادل أو تخصيص حصة إنسانية لكبار السن والطلبة والنساء.
فإن كان جسر الكرامة هو منفذ الضفة البري الوحيد،
فلا تجعلوه منفذًا لعرقلة السفر والاهانة.
ولا تجعلوا من عودة الناس إلى فلسطين،
حلمًا لا يتحقّق…
إلا بوسيط وسوق سوداء ومجموعة واتساب فيها سماسرة وطن.
وإن كان لا بدّ من الاصرار على إذلال الناس
فاكتبوا بدلاً منها: جسرالكرامةسابقا.

نيسان ـ نشر في 2025-07-13 الساعة 15:47


رأي: د. وليد العريض

الكلمات الأكثر بحثاً