اتصل بنا
 

خميسنا الأسود..نرجوكم أوقفوا تراشق التهم حتى نرطب جراحنا

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2018-10-27 الساعة 12:19

نيسان ـ ليلة بكامل مشاهدها لن ينساها اي اردني، ساعات ونحن نترقب نجاة ابنائنا، ذرفنا خلالها دموع الالم والحرقة ليرتفع منسوب الماء ويرتفع معه منسوب الخوف والهلع داخل قلوبنا؛ ليكون ختام المشهد مأساة حقيقية بكامل تفاصيلها .
لا يوجد بيت في الاردن الا وفتح داخل قلبه بيت للعزاء، كلنا تخيلنا تلك المناظر، تخيلنا كيف جرف السيل طفلة أو طفلة وهي تملك سوى صرخات الاستغاثة بين صخور ترتطم بوجنتيه، وسط دموع تخالطا الطين والحصا سرعان ما تختفي في قلب سيل جارف لا يرحم .
نتفهم أمر الكوارث الطبيعية، ونتفهم أيضا أن تدفق المياه وغزارتها كانت أكبر من قدرة أطفال يلهون في نهر، لكن ما نعجز عن فهمه هو سرعة الرسمي الأردني في رشق التهم وتوزيعها؛ على أمل النجاة بالكرسي.
لا شك ان هناك خللا و تقصيرا ولا بد من وجود التحليلات والدراسات للوقوف على مواطن الخلل للحد من تكرار مثل هذه الحوادث لتخفيف حجم المصيبة والالم .
سمعنا كثيرا في غضون اليومين الفائتين كيلا من التهم على جهة معينة وتبريرا لجهة اخرى وتحليلا هنا وفتوى هناك وتشكيلا للجنة تتقصي الحقيقة بعينها والخروج بتقرير لن ينسينا ما حدث ولن يعيد الروح الى تلك الاجساد الطاهرة البريئة التي فقدناها .
ما يثير الانتباه والدهشة عمق الفجوة بين الرسمي والعام واكثر ما لفت انتباهي تلك المذكرة المرسلة من ادارة المدرسة الى وزارة التربية ومن الوزارة الى المدرسة حيث انه يتضح عدم معرفة الطرفين بجغرافية الوطن، وهنا تكمن المصيبة العظمى .
وادي زرقاء ماعين تعرفه المدرسة على انه وادي الازرق لترد الوزارة وتتكون الفكرة الى انه منطقة الارزق . الا يوجد في منهاج التربية والتعليم مواضيع لمعرفة جغرافية الأردن؟ الا يتعلم ابناؤنا أين تقع مدنهم وقراهم على خارطة الأردن؟.
تلك الكارثه بعينها وهي السبب الرئيسي في ما وصل اليه الحال، فالعملية الادارية برمتها من بدايتها الى نهايتها مخالفة لكل اسس الوطنية اولا والادارة ثانيا . فاين برنامج الرحلة المرسل ليتم الموافقة عليه باستثناء ذكر المنطقة المراد الذهاب اليها .
بعيدا عن التفاصيل، هناك خلل واضح في المنظومة التعليمية والإدارية تتطلب أن يتحلى المسؤول بشيء من المسؤولية الأخلاقية، ويتصدى لمسؤوليته بصدر رحب، لا أن يسارع لكيل التهم وتوزيعها بالقطعة.

نيسان ـ نشر في 2018-10-27 الساعة 12:19


رأي: د. علي الطفيحات أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً