اتصل بنا
 

حسين الحواتمة يضبط إيقاع الأردن أمنياً

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-12-16 الساعة 17:09

حسين الحواتمة يضبط إيقاع الأردن أمنيا
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...ظل السخط الشعبي ملازماً لقرارات عمان الرفيعة، سوى أن بعضاً منها صيغ برؤية وطنية حقيقية؛ فتشكلت بذور لقناعة لدى شريحة واسعة من الأردنيين بأن في الاردن رجالاً لا يخذلون أهلهم ولا ينكثون عهدهم، المهم أن يعبر الأردن حقل الألغام الإقليمية بهدوء.
هي قرارات مسّت حياة الناس وظروفها الاقتصادية، وعبّرت عنها الحكومة برفع رواتب الموظفين وكذلك المتقاعدين العسكريين، وتحسين مداخيلهم الشهرية، ثم تلتها سلة من حزم تستهدف تحسين شروط الحياة العامة والدفع بها إلى الأمام.
ما يهمنا في كل ذلك أن الرسمي التقط الإشارة، وراح يتعامل وفق مجسّات جديدة وحقيقة، بعيداً عن الحلقات الضيقة والرؤوس الحامية، التي أوصلت الأردن إلى دوائر مغلقة، وأضيق من عنق زجاجة الرئيس السابق، هاني الملقي، الذي كان بإمكانه حشر كل أصدقائه في الحكومة، لكن مروءته وهيبته حالت دون ذلك.
نعود إلى بيت القصيدة وعنوانها المتمثل في دمج المديرية العامة للدفاع المدني والمديرية العامة لقوات الدرك بمديرية الأمن العام، وعيننا ترقب إمكانية أن تتبع هذه الخطوة بخطوات جسورة، توقف نزيف الرواتب في المؤسسات المستقلة وتنقذ ما يمكن إنقاذه .
ندرك أن فلسفة دمج المؤسسات الامنية إنما تستهدف ترسيخ وضبط الرؤية الأمنية، وتحقيق الانسجام ورفع سوية الامن الوطني في بلد لا تستقر أطرافه عن التململ، مثلما هو حال عمقه الاقليمي، في معادلة تحتاج خلط الأوراق الامنية واعادة ترتيبها مجددا في إطار من المعالجة السيادية لاخطر ملفاتنا الداخلية أمنياً.
نستحضر كل ذلك وفي خلفية مشهدنا الراهن صورة الجنرال حسين الحواتمة على شاشة تلفزيون المملكة وعلى قلب الدوار الرابع..حينها ظل الرجل مؤمنا بالاردن نظاما وشعبا ومكانا بلا تأتأة او مواربة، فراح يصوغ جمله الوطنية على رؤوس الاشهاد من سلة أمنية وسياسية ثم يقرأها بحنجرة دركية.
الرجل "مسك" قوات الدرك في أخطر مراحل الاردن وأكثرها قلقاً وتوتراَ، فاستقر تحت المجهر الشعبي قبل الرسمي، وهو ما يفسر حجم الترحاب به مديراً لمديرية الأمن العام بحلتها الجديدة، حتى قبل أن يصدر القرار رسمياً.
صحيح أن القرار مرتهن بمدى الرغبة السياسية في إحداث التغيير، لكن الناس متعطشة لقائد يضبط إيقاع الأردن، ويعيد إنتاج مؤسساتنا الأمنية من دون أن يفقدها حضورها وألقها، ويحقق الانسجام فيما بينها، فلا وقت للمزاح والهرج والمرج و"الترفيعات" العشوائية.

نيسان ـ نشر في 2019-12-16 الساعة 17:09


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً