اتصل بنا
 

يا باشا: مكّنوا أبا صالح من 'شمشمة' ابنه أكثر.. اطلقوا سراح الرجل

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-10-20 الساعة 15:48

يا باشا: مكنوا أبا صالح من
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...مشهد "بشهّي"، صالح التقى بأبيه أخيرا، بقي الإفراج عن ابي صالح حتى يرعاه جيدا..اليوم مكّن مدير الامن العام، الجنرال حسين الحواتمة أبا صالح من رؤية فلذة كبده.
تخيلوا الحالة التي وقع فيها الوالد وقد سمع كل شيء، كل ما وقع لابنه، وهو في غرفة السجن لا يدري ماذا يفعل وقد غلّقت الأبواب دونه.
ما تفعل الآن يا صالح؟ ما تفعلين يا أمّه؟
مرت أيام فإذا بالخير يهلّ.. سنجعلك ترى صالح يا أبو صالح..تخيلوا كيف قطع الوالد المسافة بين السجن والمستشفى التي يقيم بها صالح..كأن المدينة الطبية صارت أبعد من النجوم، وكلما اقترب أكثر من ابنه كلما دقّ قلب الوالد أكثر..ثم ها قد حضر اللقاء. صالح ممدد على السرير. والوالد يفتح باب الغرفة عليه.
بكامل بسمته التي حفظها الشعب الأردني يستقبل الولد أباه، أما كيف؟ فكل الكلمات وكل الجمل وكل الاوصاف والحكايا لن تصف ما جرى.
عملاقان احدهما اب للآخر، التقيا بعد فزع، فكيف يكون اللقاء برأيكم؟..صالح الذي ما زال والده يتذكر اول خطواته وأول كلماته ممدد على سرير المستشفى بلا يدين ولا عين.
ها قد جاور صالح أباه، بعد أن حلّ مكان والده في العمل لئلا تحتاج العائلة مد يدها، هو الآن يقول لأبيه كل شيء، فماذا بعد؟
العفو الخاص ممكن، والحكومة يمكن أن تتقدم به إلى رأس النظام، عقب أن صار ابو صالح يدا ابنه وعينه، لم يبق إلا تجمعوهما معا، فيتمكن صالح من أن يعيش بالحد الأدنى.
المشهد إنساني حد الوجع، لقد تمكن ابو صالح من رؤية ابنه، من شمّه أيضاً، ومن طمأنته أيضاً بأن الأمور ستكون بخير.
ماذا تبقى؟ .
تبقّى أننا نعول على الجنرال، حسين الحواتمة في إدهاشنا حد الفرح، نعوّل عليه وقد فعل كل ما يجب عليه فعله أمنياً وإنسانياً، وهو في كل شيء يفعله إنما يستجيب للإنسان في داخله وقد ارتدى بزته العسكرية.
زيارة واحدة لا تكفي، ولا يكفي الدنيا بأسرها لإعادة يدي صالح لصالح، لكن على الأقل أن نساعده على الصبر، في حضرة الصدمة التي تعرض لها الفتى الصابر.
يا باشا : مكّنوا ابا صالح من ابنه ليلا ونهارا 24 ساعة.. اطلقوا سراح الرجل فقد دق ابنه ناقوس الخطر بيديه المقطوعة وعينيه المسمولة.

نيسان ـ نشر في 2020-10-20 الساعة 15:48


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً