اتصل بنا
 

سرقوا أردنيتنا منا ثم نظرنا للمرآة فلم نعرف هويتنا.. من هذا الذي يركب ملامحنا؟

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-11-26 الساعة 11:37

سرقوا أردنيتنا منا ثم نظرنا للمرآة
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...على عكس ما تعارفت عليه الإجراءات السياسية المحلية، زادت الانتخابات النيابية من جدار الانغلاق السياسي وأفرزت مجلساً عشائرياً مغلقاً، وصار معه الحديث عن إمكانية فتح "طاقة فرج" ضرباً من الخيال، رغم تفاؤلنا مع تشكيل الوزارة الحالية بقدرة الرئيس بشر الخصاونة على طبخ السياسة الخارجية على نار هادئة.
المجلس الذي انتخب على فوهات البنادق وبلون المال السياسي لن يصمد أمام كل ما يحيطنا من "بواليع".
لا ندري ان كان يصدق القول هنا أننا على مفترق طرق، أم هاوية، أم ماذا بالضبط؟ المشهد بات أعقد من ان يجري وصفه بكلمات بسيطة، لكن لسنا بخير على اية حال.
لسنا بخير ثم جاءت جائحة كورونا لتلّون مشهدنا بالقاتم من الألوان، حتى لا ندري أتسير عربتنا إلى الخلف أم إنها تهوي لا تسير؟.
الصورة القاتمة لما نعاني منه ليس في ملف واحد، والقوم الذين كانوا محترفين إدارة أزمات كأنهم ذابوا، حتى إدارة الازمات لم نعد نتقنها، فقط نقف على جانب الطريق بلا طائل، في انتظار شيء ما، أما ما هو هذا "الشيء الما"، فلا أحد يدري.
انتخابات نيابية وأجرينا، ثم حتى اذا أضفنا طبقة الى طبقات الازمة بات القوم يبحثون عن رئيس لمجلس النواب، هذا الاسم او ذاك، وكأن الاسم هو المهم وهو حل المشكلة أمام حالة الانجماد العامة التي نعيش وأمام الهاوية التي نخشى.
ليس هذا وحسب، نحن مجمّدون حتى تسطيح المنحنى الوبائي "أولاً"، ومعطلون حتى تتسلم الإدارة الامريكية الجديدة مقاليد الحكم في واشنطن، نعم. نحن معطلون حتى تبدأ ماكينة الإدارة الامريكية الجديدة في العمل، لنرى ماذا تصنع فينا، نعم، إلى هذا الحد وصلنا.
أما شأننا الإقليمي فليس اقل قتامة، والاعمى وحده من لا يرى ما يجري، كل البساط جرى سحبه، فيما نحن ننظر تحتنا فلم يتبق شيء، حتى السحاب في سمائنا جرى تذويبها على شكل ملح فوق رؤوسنا.
لم بتنا ضعفاء الى هذا الحد؟. وما الذي نحن بحاجة إليه حقا؟. ربما نحن بحاجة الى أنفسنا أولا، لقد سمحنا للبعض من أن يسرق أردنيتنا منا، وهذا الخطر، ننظر الى المرآة فلم نعد نعرف هويتنا؟. من هذا الذي يركب ملامحنا؟ ومن ذاك الذي سرق مؤسستنا التشريعية؟.
ما قيمة الحديث عن إسقاط عضوية نواب تورطوا بالمال السياسي فيما نحن متورطون من وريدنا إلى وريدنا بمجلس نواب فاقد لهويته التشريعية؟ وما قيمة إجراء تعديل وزاري موسع نهاية العام الحالي أمام ثقب تشريعي وتنفيذي لا يمكن مداواته بالطبطبة.
ما فائدة لون السروال إن كان ممزقاً من عورته الى عورته؟ وبينما نحن ننظر الى الفتق، ينشغل بعضنا بلون القماش، حتى إذا قلنا له: يا رجل سروالنا ممزق، لا يكترث ويمضي في اجتراح المزيد من الألوان، والكارثة انه ينجح في كل مرة في سحبنا الى الانشغال بلون السروال عن الفتق.

نيسان ـ نشر في 2020-11-26 الساعة 11:37


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً