اتصل بنا
 

سحل حرائر الأردن في شوارع عمان..فسد الملح أم كُسرت المملحة؟

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-12-26 الساعة 23:41

سحل حرائر الأردن في شوارع عمان..
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..لن نتحدث عن الحريات عقب أن وصلت أمور البلطجة حد الاعتداء على حرائر الاردن، والخشية أن تتجاوز ذلك حتى نرى بأم أعيننا سحهلن بالشوارع، فيما نكتفي بتسليط كاميرات هواتفنا على المشهد؛ طمعا بشيء من المشاهدات.
لن نتحدث عن الحريات فرقيبنا الرابض فينا "رمادي"، وثوبنا شفاف، و"يخايل" وفي أعلى الصدر صورة مزركشة لدب ودود.
وحتى لا يظن الرقيب المتفرّج، أو الجني الرمادي القابع فينا، أن رقابتي على نفسي خلال الكتابة تحررت مما بات مستقرا في منظومة الحريات في البلد، فإني أقر بما يريده الرقيب الرمادي، وأني مع التوجه قلبا وقالبا، فلا بأس إذا من بعض الصريخ.
أعني، إن رقابة الصحافيين على أنفسهم باتت رقابة بلون "زهري فاقع"، مزركش، مرسوم على ثوبه الحريري صورة دب ودود، فرحم أيام الاحكام العرفية.
الان تعالوا نتفكر قليلا بما يجري لنا؟. إن النساء صرن يضربن في الشوارع، وإن الأردنيين صاروا يراقبون ضربهن "عن بعد"، ليت الأمر توقف عند هذا وحسب، بل تعداه الى ان المتفرجين أخذوا يصورون الاعتداء كما لو أن المشهد مسلٍ ولا يبعث على الأسى، علّهم يحصلون لاحقا، على بعض الإعجابات على حسابات تواصلهم الاجتماعي.
القصة باختصار، وكما سمعها أغلب الاردنيين من طرف واحد، ولا نملك أدلة على صدقها أو تكذيبها، وهي الان بين أيدي أجهزتنا الامنية.
باختصار شديد، خرجت فتاة علينا عبر الفيسبوك لتقول إن شبابا اعتدوا بالضرب على أمها وشقيقتها لمجرد أن طلبت والدتها منهم فتح الطريق لتعبر بمركبتها؛ فانهالوا عليها وعلى ابنتها ضربا ولكما، فيما اكتفى جل الحضور بالمشاهدة.
إذا كانت رواية الابنة صحيحة، فإننا نلج بقدمنا اليمنى عتبة ما بعد حداثوية الجريمة، في تطور خطير لكل ما يهدد سلمنا المجتمعي.
اليوم، لا شرف ارفع من شرف الإعجابات، ولا كرامة إلا للذي يتمكن من نشر شيء ما، ثم يكرمه العامة بجحافل المشاركات والمشاهدات لقصة حدثت فصولها وسط عمان، وفي القلب من شيء ما اسمه عمان الغربية.

نيسان ـ نشر في 2020-12-26 الساعة 23:41


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً