اتصل بنا
 

الحكومة الغائبة.. كبيرة عليكِ

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-05-19 الساعة 12:36

الحكومة الغائبة.. كبيرة عليك
نيسان ـ إبراهيم قبيلات... زهد حكومة بشر الخصاونة بالعمل السياسي، لم تعد مسألة تثير شهية التحليل، لا لشيء، إلا لأننا اعتدنا معاصرة حكومات لا تعرف من السياسة حتى أبجدياتها، وطالما تعلّمت فينا محو أميتها السياسية، حتى أفقدتنا إحساس الغرابة والدهشة!.
في السابق الغابر، كان صناع القرار يمنحون بعض الأكسجين السياسي للحكومات؛ لتتنفس، وكان شهيقها وزفيرها السياسي محسوباً عليها بـ"التكة"؛ لأنه منح أساسا لإعطاء الحكومات هالة من "الولاية" التي كانت بينها وبين الحكومات مسافات سفر ضوئية.
اليوم، حتى عضلات الحكومات التي كانت تنفخ مرحلياً لغاية في نفس إبليس، وبهرمونات قرار الظل، أصبحت أوهن من بيت العنكبوت، وفقدت الشكل والمضمون معاً!.
وحتى لا ينفخ بعض رؤساء الحكومات السابقين عضلاتهم فخراً، نذكّرهم بأنهم امتازوا عن حكومة بشر الخصاونة بالتوقيت فقط، فلو جاء "فطحلهم" اليوم لصُنع به أسخم مما يُصنع بحكومة الخصاونة.
حتى قرار سيادي تافه من قبيل سحب سفيرنا الذي أطعمه الصهاينة وقت الإفطار بالتزامن مع عدوانهم على غزة، لا تجرؤ الحكومة على اتخاذه، كما لا تتجرأ على طرد سفيرهم.. رغم أن الخطوة استعراضية بحتة، ولن تسمن او تغني وسط زخم الأحداث الطاحنة في فلسطين، ولن تشكل عنواناً كبيراً على وسائل الاعلام ومنصات التواصل التي تعج باخبار النار والدمار والمعارك والدماء.
الورطة التي وقع فيها نواب وأوقعوا فيها الحكومة، أن توقيع مذكرة طرد السفير المذكور، اذا لم تستجب لها حكومة الخصاونة، تكون السلطة التشريعية خسرت ما تبقى من ماء وجهها، وهي الطامحة إلى تسجيل موقف يرقى الى هول الحدث، ولا سيما أمام الراي العام الباحث عن موقف عروبي واضح لبلاده تجاه ما يحدث من جرائم حرب بحق أهلنا في فلسطين.
أما اذا أقرّته الحكومة، فستكون على موعد لجردة حساب سياسية لن تحتمل أكلافها، كالغاء اتفاقية الغاز مثلا، أو حتى إغلاق السفارة برمتها، وصولاً ربما الى إلغاء معاهدة وادي عربة التي نقضها الاحتلال بفعلته الإجرامية في مدينة القدس تحديدا.
نواب حارتنا، ينتظرون اليوم حسب أقوالهم وصول المذكرة الى مكتب الرئيس، وقد وصلت، ويترقبون الرد الذي ربما لن يأتي بانتظار حسم الأحداث الدائرة هناك.
الحسبة الكبيرة الخطيرة التي تغيب عن بال صانع القرار فيما يبدو، انه لم يعد لنا دور في ملفات كثيرة وكبيرة، وليست فقط القضية الفلسطينية.
المؤسف، ان الذي سحب البساط من تحت أرجلنا نحن أنفسنا.. وليس أي أحد آخر، ليس لأننا لا نستطيع، بل لأننا لا نريد ذلك.. وهذا التفسير يرى نصف الكأس الممتلىء وليس الفارغ. اما مساحة الكأس الفارغ فلها حكايات أخرى.

نيسان ـ نشر في 2021-05-19 الساعة 12:36


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً