اتصل بنا
 

القدس..لا تسألوا عن الرجل بل اسألوا من أي طينة عُجِنتْ أمه؟

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-05-23 الساعة 14:54

القدس.. لا تسألوا عن الرجل بل
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..
لم يكن الدرس الذي رأيناه طوال 11 يوماً في غزة عسكريا فقط، إنما نفسيا أيضاً، إذ أطاحت صواريخ المقاومة "شغل" سنين من التطبيع، بعد أن ظن قوم منا أنهم يقدرون على فعل شيء، لقد تهتّك كل ما صرفوه واشتغلوا عليه مع دخان أول دفعة صواريخ، لكن ليس هذا هو الأهم، هناك ما هو أهم.
اليوم تعود صورة ماكينة الأسرة المقاومة لتخضّ كيان من كاد ينسى، والأسرة أولاً "المرأة"، والأسرة ثانياً "المرأة"، ثم الأسرة ثالثاً الرجل.
لقد رأينا نساءً شامخات في خيامِ يعلمن أبناءهنّ أنّ على كاهلكم حملاً ثقيلاً، حمل لا يحمله إلا الرجال، ثم نهضن تربية وتعليماً: كونوا اذاً رجالا. فكانوا.
لم تعد المرأة المقاومة صورة خلف المشهد.. هي عنوان المشهد وتفاصيله..هي صواريخه وحجارته..هي بندقيته وذخيرته..هي شهيقه وزفيره..هي أمله وأنينه..هي سواره وإكليله..هي وجعه وحنينه..
اليوم ظهر أن أخطر المصانع وأكثرها حساسية هي "الأسرة".. الأسرة التي تصنع الأسلحة أولاً، والأسرة التي تصنع العقول ثانياً، والأسرة التي تصنع الطائرات من دون طيار، ثالثاً ورابعاً وعاشراً..هي سيدة نساء الأرض وقد علمت كيف تصوغ من أبنائها رجالاً للقتال، ثم نخضعهم لدورات مفتوحة من الرجول بناء واستعداداً.
العدو أدرك ذلك مبكراً، ليس الصهيوني وحده، الفرنسي قبله، والبريطاني أيضاً، وها هو أول خطاب لدونالد ترامب بعد آدائه قسم الرئاسة، يقول لنا أنه يريد من شبابنا أن يرى المُثل الأعلى لهم نجوم السينما والمطربين، ولاعبي كرة القدم.. هو لا يريد أن يرى رجالأ ببسالة وشجاعة رجال فلسطين.
الغزيات وقبلهن المقدسيات وكل الفلسطينيات لم يستمعن لهذا الهذيان، كن مشغولات حينها بإقامة عود الرجال، فقلن لإبنائهن: كونوا رجالاً، فكانوا.
لهذا لا تسأل عن الرجال، وانظر من انبتته على عينها، هل هو فارس ألعاب الكترونية، ومغواراً في الوجبات السريعة، وفحلاً في قصات الشعر، وأثمن أنواع الجينز، أم هو ذاك الرجل الهيبة حين يتصرف، والهيبة إذا قال، والهيبة إذا قاتل، والهيية اذا قابل العدو.
ولهذا أيضا أراد العدو لفتياتنا أن ينغمسن في السوق ومغرياته أكثر وأكثر، فأضعفوا منظومتنا الاقتصادية والقيمية؛ ليضمنوا اشتباك المرأة وزوجها بملفات ثانوية، لكن المرأة الفسطينية ظلت مغروسة هناك..حيث عليها واجب تنظيف مقدساتنا من وسخ العملاء قبل الصهاينة.
هكذا اذاً: لا تسألوا عن الرجل، بل اسألوا من أي طينة عُجِنتْ أمه المدرسة؟

نيسان ـ نشر في 2021-05-23 الساعة 14:54


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً